المغرب وكمبوديا يتفقان على إعطاء زخم جديد للعلاقات الثنائية

اتفق المغرب وكمبوديا على اتخاذ سلسلة من الإجراءات والمبادرات لإعطاء زخم جديد للعلاقات بين البلدين.

وأوضح بيان مشترك صدر عقب مباحثات أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين بالرباط، مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتعاون الدولي بكمبوديا، براك سوخون، أن الوزيرين أشادا بالعلاقات الممتازة التي تربط بين المملكتين على أعلى مستوى، والتي تتميز بالصداقة والاحترام المتبادل والتشاور المستمر والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وبهذه المناسبة، نوه بوريطة بالتقدم الملحوظ المحرز في كمبوديا تحت توجيهات الملك نورودوم سيهاموني، مشيدا بالحكومة الكمبودية تحت قيادة سامديتش أكا موها سينا بادي تيتشو هون سين، رئيس وزراء كمبوديا، لدوره في ضمان عقود من السلام والاستقرار والتنمية المتواصلة لكمبوديا.

وفي هذا الصدد، رحب الوزيران بالاتصال المرئي الذي عقد على المستوى الوزاري في 25 يناير 2022، وبالدورة الثالثة للمشاورات السياسية بين المغرب وكمبوديا على مستوى المدراء، التي عُقدت في 18 ماي 2022، معربين عن رغبتهما في الرقي بالحوار السياسي الدبلوماسي الثنائي.

وأبرز البيان المشترك أن الطرفين بحثا، على نحو معمق، سبل ووسائل الارتقاء بهذا الحوار الثنائي إلى مستوى انتظارات القيادة السياسية وتطلعات شعبي البلدين.

كما شدد الوزيران على ضرورة تنمية التجارة والاستثمارات بين البلدين، مبرزين إمكانات تطوير التعاون الاقتصادي من خلال الاستفادة من موقعهما في منطقتي شمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا.

وفي هذا الإطار، دعا بوريطة وسوخون إلى تشجيع أوساط الأعمال في كلا البلدين من أجل تكثيف الحركات التجارية والاستثمارات.

وتحقيقا لهذه الغاية، أعرب الوزيران عن رغبتهما في عقد منتدى أعمال مهم في المستقبل سواء في المغرب أو في كمبوديا، والذي من شأنه أن يكون فرصة للفاعلين في القطاعين العام والخاص بكلا البلدين للتعرف أكثر على الإمكانات الاقتصادية وتحديد الفرص القطاعية المتوفرة لدى الجانبين.

من جهة أحرى، أكد الطرفان تقارب وجهات النظر المغربية والكمبودية حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وجددا الالتزام القوي بتعزيز تعددية الأطراف والمساهمة في الأجندة العالمية للسلام والأمن والتنمية.

وأشاد بوريطة بنجاح رئاسة كمبوديا لرابطة أمم جنوب شرق آسيا سنة 2022، مبرزا أهمية نتائج جميع مؤتمرات القمة والاجتماعات ذات الصلة التي عقدت في كمبوديا طوال السنة الماضية.

وفي ما يتعلق بطلب المغرب للحصول على وضع شريك الحوار القطاعي لرابطة أمم جنوب شرق آسيا، طمأن سوخون نظيره المغربي على دعم كمبوديا الكامل لهذا الطلب مع احترام مسار آسيان وتوافق الآراء.

وبخصوص الدبلوماسية البرلمانية، أشاد الوزيران بالتبادلات بين البرلمان المغربي والجمعية الوطنية لكمبوديا، على المستوى الثنائي والإقليمي، سواء في إطار الجمعية البرلمانية لرابطة أمم جنوب شرق آسيا أو على المستوى متعدد الأطراف.

كما جددا التأكيد على التزامهما بدعم العمل متعدد الأطراف المبني على القوانين الدولية، والعمل بشكل وثيق لتعزيز الشبكة البرلمانية لحركة عدم الانحياز لحماية السلام وحفظه وتعزيز التنمية المستدامة.

إلى جانب ذلك، استعرض الوزيران مستوى التعاون داخل الجمعية البرلمانية لرابطة أمم جنوب شرق آسيا، والتي يحظى فيها المغرب بصفة عضو مراقب، وتبادلا وجهات النظر حول سبل ووسائل تطوير التواصل بين الشعبين من خلال المنح الدراسية، والتبادلات الأكاديمية، وتنظيم الفعاليات الثقافية.

كما رحبا بالتوقيع على اتفاقية الخدمات الجوية، معربين عن ثقتهما في أن تسهم هذه الاتفاقية في تطوير السياحة والأعمال والتجارة بين البلدين، وكذا في تعزيز التواصل بين الشعبين.

ومن نفس المنطلق، اتفق الوزيران على تسريع الانتهاء والتوقيع على ثلاث اتفاقيات أخرى متعلقة باتفاقية بين المملكة المغربية ومملكة كمبوديا بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، واتفاقية بين المملكة المغربية ومملكة كمبوديا للقضاء على الازدواج الضريبي في ما يتعلق بالضرائب على الدخل ومنع التهرب الضريبي، واتفاقية للتعاون الثقافي والتقني والعلمي والاقتصادي.

وستمكن الوثائق الثلاث من إعطاء زخم جديد للعلاقات والتعاون الاقتصادي والثنائي، كما ستشكل أساسا متينا لتطوير حركات التجارة والاستثمار، وهو ما يعكس تميز العلاقات التي تربط البلدين على المستويين السياسي والدبلوماسي.

واستنادا إلى الأهداف والطموحات المشتركة لتعزيز العلاقات الثنائية، سيقوم رئيس وزراء مملكة كمبوديا، سامديتش أكا موها سينا بادي تيتشو هون سين، بزيارة رسمية إلى المغرب بدعوة من رئيس الحكومة، عزيز أخنوش.

وبدوره، وجه سوخون دعوة رسمية إلى بوريطة للقيام بزيارة رسمية لكمبوديا عما قريب. وقد تم قبول هذه الدعوة من قبل وزير الشؤون الخارجية المغربي.

كما قرر بوريطة ونظيره الكمبودي دعوة الهيئات المعنية لمضاعفة تبادل زيارات الوفود الاقتصادية والتجارية للبلدين، وتشجيع المشاركة في الفعاليات الاقتصادية والثقافية والفنية التي تنظم بكل من المغرب وكمبوديا.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى