دبلوماسي مغربي: لا يمكن لإفريقيا أن تكون قوة سياسية دون تكامل اقتصادي

أشار يوسف العمراني، سفير المغرب لدى جنوب إفريقيا، إلى أن “إفريقيا لا يمكن أن تصبح قوة سياسية دون المزيد من التكامل السياسي والاقتصادي”.

وأفاد العمراني، الخميس ببرلين، في احتفالية بيوم إفريقيا، نظمتها مجموعة السفراء الأفارقة ووزارة الشؤون الخارجية الألمانية، بضرورة أن تضع إفريقيا نموذجا سياسيا خاصا بها ويتماشى مع أولوياتها، حتى تتمكن من إطلاق العنان لإمكاناتها الكاملة. إنها الرؤية، لإفريقيا من قبل الأفارقة وإفريقيا للأفارقة، التي يدافع عنها الملك محمد السادس.

وقال العمراني إنه يتعين على إفريقيا أن تجد مكانها الطبيعي في عملية صنع القرار العالمية، موضحا أن أحد العناصر الرئيسية التي ستحدد هذا المنظور هو درجة وحدة القارة في مواجهة المشاكل العالمية.

وتابع قائلا: “هذا أمر ضروري للغاية في ضوء الأحداث المأساوية التي تشهدها البيئة الدولية، من قبيل وباء الكوفيد، الأزمة في أوكرانيا، صعود الشعبوية والتوجهات السياسية المتطرفة، وهشاشة الدول في بلدان الجنوب، والتي تشكل مخاوف كبرى”.

وقال الدبلوماسي المغربي: “في مختلف أشكالها، ينبغي على هذه الشراكة أن تعكس قيمنا ورؤانا المشتركة بدلا من أن تنبع من القرب الجغرافي، الموارد الطبيعية والمصالح التجارية. كما أن التعاون المستدام بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا ليس أمامه من خيار سوى التحرر من الديناميات التي عفا عليها الزمن بين المانحين والمتلقين”.

واعتبر العمراني أن السلام في إفريقيا هو السلام في أوروبا، والعكس صحيح تماما، إلى جانب الاستثمارات والتدفقات الاقتصادية، فإن الإشارات السياسية التي نبعثها لبعضنا البعض لا تقل أهمية.

وفي إشارة إلى العلاقات بين القارتين، قال السفير المغربي إن الشركاء ذوي المصداقية والموثوق بهم، لا يتوانون في أوقات الأزمات، وأن “طريقتنا في الاستجابة لها، يمكن أن تُضعف أو تقوي البعد الاستراتيجي الذي نريد أن نمنحه لشراكتنا”.

وسجل العمراني، الذي أكد أن الدبلوماسية لا تزال تولي كامل أهميتها لمنح دفعة إيجابية للشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا، أن “الزخم الحقيقي والأكثر فاعلية يأتي من القاعدة: المجتمع المدني، الشباب، المقاولون، الفنانون والعلماء… الذين يُعتبرون الممثلين الحقيقيين الذين يعملون على استدامة هذه الشراكة”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى