خطبة الجمعة تشيد بالتآزر بين المغاربة في فاجعة الزلزال

نوهت خطبة الجمعة بالتضامن والتآزر بين المغاربة عند المحن، والحاجة إلى استثمار واستدامة أفعال التواد والتراحم مستقبلا، مع توقف عند فَضلِ “التلاحم بين العرش والشعب”.
وسجلت الخطبة الموحدة أن “من تجليات هذه المحنة كذلك ما كشفت عنه من خلق عظيم، وعطف عارم، ومحبة صادقة، ومواساة كبيرة، تجلّت في هذه الهَبَّة الجليلة والجميلة من الناس جميعِهم”، وهذا “تجسيد وتفسير عملي لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.
وشددت الخطبة على أن “من صور التضامن ما يدعو إلى الفخر والاعتزاز بهذه الأمة، وما يدعو إلى الدهشة والإعجاب؛ إذ أنفق بعضُ الناس الكثير مما يملكون، وبما أنفق بعضهم كل ما يملك، وهم بذلك طبقوا الهدي الذي يقربهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم كما في قوله عليه الصلاة والسلام: (إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعام عيالهم بالمدينة، جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد، بالسَّوِيَّة، فهم مني وأنا منهم)”.
وحثت الخطبة الموحدة على التمسك في السراء والضراء بـ”هذا التضامن والتآزر الذي أبان عنه المغاربة، وما نتج عنه من صور جميلة وعظيمة ينبغي استثمارُها واستدامتها في الحاضر والمستقبل، والعمل على تقويتها وتثبيتها”.
واعتبرت الخطبة أن التلاحم بين العرش والشعب هو صمام أمان بالنسبة لهذه الأمة وبرهان دوامها واستمرارها، يجب التمسك به وتنشئة الناشئة عليه وإظهار الاحتفاء به، لأنه عربون المحبة المتبادلة ودليل العلاقة المتينة بين مكونات الأمة المغربية.
وخلصت الخطبة إلى أن استمرار هذا التراحم بين أفراد المجتمع” يضمن “بناء مجتمع يكون الفردُ فيه في خدمة الجماعة والأمة”، ثمسجلة أن المؤازرة واصطناع المعروف مما يدعو إليه الإسلام، وهي خصال تنبت في نفوس المؤمنين وتؤتي أكلها في كل حين”؛ وبالتالي لا ينبغي اعتبار هذه الأخلاق سلوكا مؤقتا مربوطا بمحنة الزلزال”، بل هو مبدأ في مكونات هوية المغاربة الخُلُقية والروحية.