“العدالة والتنمية”: فوز شركة لأخنوش بتحلية المياه”مثال صارخ لتضارب المصالح”

أشار إلى أن الحرب على غزة أبانت عن ضعف الوضع العربي والإسلامي

قال حزب العدالة والتنمية إن فوز فروع شركات تابعة للمجموعة الاقتصادية التي يملكها رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بصفقة مشروع تحلية ماء البحر في الدار البيضاء؛ خطورة تنازع المصالح والجمع بين المال والنفوذ السياسي.

واعتبر الحزب، في التقرير السياسي للأمين العام، في الدورة العادية لمجلسه الوطني، اليوم السبت، أن الدفع في تخويل هذه الصفقة لهذه المجموعة بحجة دعم وتشجيع الشركات الوطنية والرأسمال الوطني، وهو التوجه الوطني الذي يدعمه الحزب ويشجعه على أساس احترام قواعد المنافسة الشريفة وعدم تركيز الاستفادة من الصفقات العمومية والدعم العمومي على مقاولات بعينها، باعتبار أن المغرب يتوفر على نخبة معتبرة من الشركات والمقاولات الوطنية المؤهلة والقادرة على خوض غمار مثل هذه الصفقات وتنفيذها كما يجب، وكان الأولى أن تتاح لها الفرصة عوض التضييق عليها ومزاحمتها من طرف شركات مملوكة لرئيس الحكومة.

وأفاد الحزب بوجود حكومة مال وأعمال وتضارب مصالح في حالة مواجهة مفتوحة مع المجتمع بكل مكوناته الاجتماعية والاقتصادية، وبرلمان هَمُّه دعم هذه المواجهة والتغطية عليها وَالتَّلْوِيحُ الْمَرَضِيُّ في كل مرة بشمَّاعة حزب العدالة والتنمية لتبرير الفشل والعجز والتخبط.

واعتبر الحزب أن نضاليته وفعاليته في مختلف هذه القضايا تمثل عنوانا لصموده واستمراره في أداء أدواره الوطنية والدستورية ومواصلة العمل وتوجيه البوصلة إلى قضايا الوطن والمواطنين العادلة والمشروعة عبر القرب والإنصات للمجتمع، وهو ما يفنِّد اعتقاد خصوم الحزب والوطن بأن القِوَى الحية قد تم وَأْدُهَا بعد الانتكاسة الديمقراطية التي كرستها انتخابات 8 شتنبر 2021، وأن بإمكانهم الاستفراد والاستحواذ على خيرات البلد ومؤسساته واستباحة أمواله العمومية دون حسيب أو رقيب.

وأكد التقرير السياسي على أن ما يجري في غزة وفلسطين هو تعبير عن حركة تاريخية وحضارية كبرى، وانحيازه إلى جانب فلسطين هو انحياز تفرضه حقوق الأخوة والدين والإنسانية لجانب الحق الفلسطيني الثابت وغير القابل للتصرف في تحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهو أيضا انحياز ضد تحالف قوى الاستعمار إلى جانب الاحتلال.

وسجل الحزب أن هذه الحرب أبانت عن هشاشة وضعف الوضع العربي والإسلامي وتخاذل ومحدودية وقصور تدخل الدول العربية والإسلامية وضعف مواقفها في مواجهة العدو الصهيوني بلغ مستوى عدم القدرة على إدخال المساعدات الإنسانية ورفع الحصار المضروب على غزة، كل ذلك سببه التفكك والتنافر والشقاق والنزاع الذي أصبح عنوان الوضع العربي والإسلامي ووسم العلاقات العربية والإسلامية البينية، وهو ما يدعو إلى ضرورة مراجعة شاملة ورص الصفوف وتوحيد الكلمة وتجاوز الخلافات بما يعزز مكانة الأمة العربية والإسلامية ويرفع كلمتها ويحفظ استقلالها وسيادتها ومصالحها الاستراتيجية وكرامة شعوبها.

وأفاد الحزب بأن الملك محمد السادس بعث برسائل واضحة على موقف المغرب الثابت والراسخ بخصوص عدالة القضية الفلسطينية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الطابع الفريد لمدينة القدس، وعلى عدم المس بوضعها القانوني والحضاري والتاريخي والديمغرافي. وكذا تنبيهه إلى أن الوضع الحالي في فلسطين هو نتيجة حتمية لانسداد الأفق السياسي للقضية الفلسطينية، وأنه نتاج لتنامي الممارسات الإسرائيلية المتطرفة والمُمنهجة، والإجراءات الأُحادية والاستفزازات المتكررة في القدس، التي تُقَوِّضُ جهود التهدئة وتنسف المبادرات الدولية الرامية لوقف مظاهر التوتر والاحتقان ودوامة العنف المميتة.

وأبرز الحزب أن “طوفان الأقصى” وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل في غزة وكل فلسطين؛ ترجمت كيف يستغل الكيان بمكر وخبث هذه العلاقات وما سمي باتفاقيات “أبراهام” والتطبيع مع بعض الدول العربية، كذريعة ليغطي على جرائمه، إلى حد أنه يدعي ويسرب بخبث أن هناك من الدول العربية من يوافقه سرا على القضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى