ابن كيران: جئنا لإصلاح الوطن..وعلينا استرجاع كرامتنا كحزب
سجل الحاجة ل"العدالة والتنمية" خلال هاته المرحلة
شدد عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على أن الحزب جاء لإصلاح الوطن، حيث انتصر بداية ولم يكن معروفا لدى الناس، قبل أن يعاينوا تحركه ودفاعه عن الدين والمبادئ لتأتي “أقدار الله”، بسعي أطراف للقضاء عليه بشكل نهائي.
وقال ابن كيران، مساء الخميس، في كلمة له خلال المجلس الجهوي للحزب بجهة الرباط- سلا- القنيطرة،:”مطلوب منا أن نسترجع كرامتنا كحزب، إذا أراد المغاربة عودتنا فلما لا يعلنونها، خاصة أن الحزب مطالب بالعودة لمكانته، فخروجي من الحكومة سببه عدم رغبتي في دخول الاتحاد الاشتراكي لأنه غدر بي”.
وأشار ابن كيران إلى وجوب التشبث بالمرجعية الإسلامية قبل الحديث عن إشكاليات سياسية، فهي تمثل “هدية من الله”، متسائلا عن سبب وجود نوع من الجمود داخل الحزب.
وقال القيادي الحزبي:”الإسلام يبنى على الإيمان بما جاء في كتاب الله وما جاء به الرسول، وهو ما ينبغي أن يتجسد فينا إلا إذا أردتم أن نصبح حزبا سياسيا عاديا”.
وزاد مخاطبا أعضاء الحزب:”انتم متمسكون بحزبكم ومشروعكم لكن في نفس الوقت هناك اختلال، من 40 سنة كنا بضع مئات ما بين 300 و400 فرد، ولم يكن لدينا مقر وبرنامج تربوي ولا حزب ولا مجلة، حينما انفتحنا على المجتمع، كان “القايد” يرفض استقبالنا والحديث معنا، كنتم فئة مستضعفة وإذا به بين عشية وضحاها أصبحتم جمعية ثم حزبا سياسيا بنتائج لم يحققها حزب آخر”.
وأكد ابن كيران على أنه لا ينتظر شيئا من خصوم حزبه ممن ألفوا القيام بعملهم المعهود ضده، وهو ما ترجم بشكل فعلي في انهزامه سنة 2021 ، لافتا إلى أن الحزب يمثل هيئة قامت لإصلاح المجتمع انطلاقا من مرجعية، كما أنها لم تتعثر في هدفها، رغم حصولها على رئاسة عدد من الجماعات في وقت سابق.
وقال ابن كيران متسائلا:”هل هناك حزب سياسي أكثر حضورا منا ولديه 13 نائبا برلمانيا؟، الحزب حاضر سياسيا والحاجة إليه قوية جدا خاصة في هذه المرحلة، فلما تتكاسلون وتتهاونون وتبخلون، هاته الأمور لا تليق بكم، حزبكم حاضر ومرجعيتكم من أهم المرجعيات والحاجة إليكم كبيرة”.
واعتبر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية أن الأركان السياسية في الوسط اهتزت حينما انهزم ونظر إليه على أنه خطر على الدولة والتوازنات، مبينا:” كان يقال أننا إذا بقينا، سنذهب باتجاه الحزب الوحيد في المغرب، علما أن الحزب هو الذي أنقذ المغرب من خطر الربيع العربي، خلافا لما حدث في دول مجاورة كتونس وليبيا ومصر، كما أنه كان سندا للملك محمد السادس”.
وذكر ابن كيران أن هناك أشخاصا من كبار بارونات المخدرات في العالم موجودة في المغرب، وكانت لديهم حماية سياسية، منبها من خطورة الأمر، ومستدلا بما حصل في دول أميركا اللاتينية، منها البيرو التي لم يعد أحد فيها آمنا لا على نفسه ولا على عرضه ودينه ولا أي شيء.
وحذر ابن كيران أيضا من تغول الرأسمال عالميا، مثال ذلك ما يحدث في فرنسا، مستغربا الكيفية التي أصبح بها إيمانويل ماكرون رئيسا لها، بوجود رئيس حكومة يفتخر بمثليته، متسائلا عن اختفاء عقلاء هذا البلد.
وقال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية:”فرنسا مهمة لنا لأنها “داخلة بين الجلد والعظم” في التجارة والعلاقات السياسية وغيرها من الميادين.
وأبرز ابن كيران تحكم حزب الأصالة والمعاصرة في كل شيء، من طرف أمينه العام الأسبق، إلياس العماري، وذلك حينما كان رئيسا للحكومة، وهو ما حاول الحزب الوقوف ضده والدفاع على قدر المستطاع، ليستوعب المغاربة أخيرا الأمر، ويصوت لصالح الحزب في 2015.
وحول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قال ابن كيران:”الإنسان المسلم يريد الكرامة أولا، فما يقع في غزة هو معجزة، الفلسطينيون أقوياء وأذكياء بطريقة لا تتخيل، ما زالوا صامدين لحد الآن، ويبدو أن الحرب في مراحلها الأخيرة، فهم تشبعوا بالقيم ومحبة الله والأمل في الجنة والنجاة من النار إذا قتلوا في سبيل الله”.