“الأصالة والمعاصرة” يشدد على تخليق المشهد السياسي الوطني
عد طريق التنمية الاجتماعية طويلا
قال حزب الأصالة والمعاصرة إنه يولي أهمية بالغة لتخليق المشهد السياسي الوطني حرصا على مصداقية مشروعه ومن من أجل الرفع من تعزيز إسهامه في إحداث التغييرات المنتظرة انسجاما مع مضامين التوجيهات الملكية المتضمنة في الرسالة الملكية الموجهة إلى الندوة الوطنية المخلدة للذكرى الستين لإحداث البرلمان المغربي، إطارا مرجعيا لبلورة ميثاق لأخلاقيات العمل البرلماني.
وأعرب الحزب، في بيان ختامي أعقب مؤتمره الوطني الخامس، المنعقد ما بين 9 و11 فبراير الحالي، في بوزنيقة، على أن السياق الحالي للمشهد الحزبي يحتاج إلى خلق مبادرات لتجديد مضمون مشروعه من خلال القيام بمراجعة نقدية لاختياراته ومقارباته، وكذا لتجديد التعاقد الذي يربط بين المناضلين والأداة الحزبية.
وسجل المؤتمر اعتزازه بانتخاب المغرب على رأس مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بما يؤكد مصداقيته الإقليمية والدولية ديمقراطيا وحقوقيا وتنمويا، مؤكدا أن هذه المكانة تضع مسؤولية أخرى على عاتق البلاد، وتحتم عليه كحزب ديمقراطي تعزيز جهود البلاد في النهوض بثقافة حقوق الإنسان وحمايتها، متابعاً بأن “إعادة الاعتبار للعمل السياسي يقع في صلب أولوياته من خلال التأكيد على أهمية اعتماد مقاربات القرب واستقطاب النخب وذلك تعزيزا لاختياراته الديموقراطية”.
وثمّن الحزب الانتصارات الدبلوماسية التي تحققها عدالة قضية الوحدة الترابية في كل المحافل الدولية، بقيادة وحكمة الملك محمد السادس، داعيا كل مناضليه إلى المزيد من اليقظة ومواصلة التعبئة وراء عاهل البلاد في مواصلة الدفاع عن القضايا العادلة، والتصدي لكل المناورات التي تتخذ أشكالا مختلفة وتضع أقنعة زائفة.
وأشاد البيان بما حققته البلاد في المجال الاجتماعي في اتجاه بناء الدولة الاجتماعية بأركانها الأساسية المتمثلة في تعليم جيد، وسكن لائق، وخدمات صحية فاعلة وناجعة، وشغل يحقق الكرامة، منبهاً إلى أن الطريق لايزال شاقا وعميقا على درب التنمية الاجتماعية الحقة، ليبقى من مهامه، كقوى ديمقراطية وطنية، ضرورة تحصين المكتسبات الاجتماعية الوطنية والعمل على تقديم الحلول الجديدة.
وأشار الحزب إلى ضرورة دعم الطلب على الخدمات الصحية، من خلال التركيز بشكل خاص على تحدي ولوج كافة المواطنين لهذه الخدمات، سيما أولئك الذين ينحدرون من المناطق النائية والمعزولة. مع إعطاء أهمية مماثلة لتعزيز العرض الصحي، من خلال تكوين المزيد من الأطر الطبية والشبه الطبية، وتحسين التوزيع الجغرافي للأطر الصحية، والعمل على إرساء صناعة وطنية تنافسية في مجال اللقاحات والمعدات الطبية.
ودعا حزب الأصالة والمعاصرة إلى تسريع رقمنة مرافق منظومة الصحة وفق المعايير الدولية المعتمدة، والتَّكَيُّفِ مع التحولات التكنولوجية المتسارعة المرتبطة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، معتبرا أن التحديات التي تواجه البلاد اليوم تُطرح بصيغ متعددة. من بينها: تحدي تمكين النساء والشباب؛ تحدي الاستفادة الأمثل من الكفاءات الوطنية، تحدي تحقيق شروط الحياة الكريمة وضمان فرص بناء مستقبل لائق.
وأعرب المؤتمر الوطني للحزب، عن اعتزازه بـكل ما تحقق على مستوى حقوق المرأة المغربية بالرغم من استمرار العديد من مظاهر الإقصاء والتهميش، مقدرا عاليا العناية الملكية للمرأة المغربية، ودعوة الملك محمد السادس لمراجعة مدونة الأسرة، بما يحقق المزيد من الإنصاف للمرأة والطفل والأسرة المغربية.
وأشاد المؤتمر بإنجازات الحكومة الحالية في مختلف المجالات رغم التحديات المتنوعة كالجفاف وتداعيات الحرب الأوكرانية- الروسية وزلزال 08 شتنبر وغيرها، والتي يعتبرها المؤتمر إكراهات واقعية لا ذرائع للتهرب من المسؤولية، مثمنا حصيلة وعمل وزراء الحزب ومستوى الأوراش والإصلاحات التي يقومون بها، والأدوار الوطنية التي تلعبها المعارضة داخل المؤسسات الدستورية، وداعيا إلى تعزيز النقاش الفكري السياسي الديمقراطي بين الفرقاء السياسيين داخل المؤسسات الدستورية، وعدم تركه رهين العدمية والشعبوية.
وأدان الحزب ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من تقتيل وتهجير ومجازر غير مسبوقة بقطاع غزة”، مطالبا “المؤسسات الأممية والمنتظم الدولي وجميع القوى الحية بالتدخل الجدي والفعلي الفوري لإقرار جميع الآليات الواقعية الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني من هذا البطش وهذا التنكيل والاعتداءات الفظيعة، والإبادة الجماعية الممنهجة الممارسة في حقه، ووقف الدمار الشامل بقطاع غزة وجميع الخروقات السافرة للمواثيق والقوانين الدولية والعهود الإنسانية”.