التوفيق: تدبير إمارة المؤمنين للشأن الديني لا يتنافى مع مساءلة وزير الأوقاف
قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن سياسة الشأن الديني وتدبيره في المغرب من شأن إمارة المؤمنين، وهو وضع يقوم على تقاليد المغرب المستندة إلى البيعة التي هي عقد مكتوب سابق لما هو مقرر في الدستور من كون الدين الرسمي في المغرب هو الإسلام، وهي خصوصية لا تتنافى مع مساءلة وزير الاوقاف أمام البرلمان أو تعامله مع وسائل الاعلام في إطار حرية التعبير أو مع أطياف دعوية.
وأبرز التوفيق اليوم الأحد بمكة المكرمة في افتتاح المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي، أن مهام التأطير الديني للمواطنين على صعيد الوزارة تتحقق من خلال 7 مديريات وهي مديريات الشؤون الاسلامية والمساجد والقيمين الدينيين والتعليم الديني والشؤون القانونية والشؤون الادارية والتعاون والمفتشية العامة .
وسجل التوفيق أن موضوع مهام وزارات الشؤون الاسلامية في بلدان العالم الإسلامي يستدعي إعادة النظر في موقع عموم شؤون التصور والتدبير بالنسبة للشؤون غير الاسلامية في المعنى الدارج المحدود في بلد إسلامي في سياق التنظيم المشترك مع العالم.
وأوضح التوفيق أن وزير الأوقاف في المغرب عضو في حكومة تتألف من أزيد من عشرين عضوا وتتميز بأمور عدة، مضيفا أن الضوابط القانونية للوزارة تصدر بها ظهائر شريفة، قوانين ملكية بخاتم أمير المؤمنين قبل أن تنشر في الجريدة الرسمية .
ويشارك في المؤتمر الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، وزراء ومفتون ورؤساء مجالس وجمعيات إسلامية من أكثر من 60 دولة، يتباحثون من خلال 10 جلسات حول جميع المواضيع ذات الشأن بوزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف لتعزيز مبادئ الوسطية الإسلامية.
ومن أبرز الملفات المطروحة أمام المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي، مواجهة مستجدات التطرف والغلو والإرهاب وأهمية تحصين المنابر من خطاباتها، كما يتناول المؤتمر خطورة الفتوى من دون علم أو تخصص وأثر انحرافها على منهج الوسطية والاعتدال مع بيان ضوابط الحديث في الشأن العام، كذلك تعزيز القيم الإنسانية المشتركة، وقيم التعايش والتسامح وموضوع الكراهية ضد الإسلام والمسلمين.
وسيكون الجانب الاقتصادي حاضراً خلال الجلسات، إذ سيناقش المشاركون دور الأوقاف في زيادة الناتج المحلي الإجمالي مع عرض تجربة الصناديق الوقفية ودورها الإنمائي وانعكاس ذلك على المجتمعات الإسلامية، مع التطرق لدور الأوقاف في المسجد الأقصى المبارك، في حين تكون المواطنة في دول العالم الإسلامي حاضرة في جلسات وأثرها في استقرار المجتمعات الإسلامية وحديث عن الخصوصية الإسلامية في ظل العولمة الثقافية.
كما يناقش المؤتمر التجارب المقدمة من وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في المواصفات الفنية والمعمارية في بناء المساجد وصيانتها وتعيين الأئمة والخطباء والمؤذنين والدعاة والبرامج المناطة بهم، ووسائل التواصل الحديثة ودور وزارات الشؤون الإسلامية والأوقاف في الاستفادة منها والوقاية من أخطارها، ومخاطر الإلحاد وسبل مواجهته.