بنعبد الله: الحكومة تفتقد للعمق السياسي والرؤية الديمقراطية
قال إنه لا مجال لوجود مغرب بسرعتين متفاوتتين
جدد محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، انتقاده للحكومة، برئاسة عزيز أخنوش، معتبرا أنها غائبة عن المجالين السياسي والديمقراطي، كمكونين أساسيين للتقدم في مختلف البلدان، مضيفا:”هي حكومة تفتقد للعمق السياسي والرؤية الديمقراطية”.
واعتبر بنعبد الله، مساء الاثنين، أثناء حلوله ضيفا على برنامج “l’info en face” الذي يبثه Matin tv، أنه لا يمكن بناء مجتمع متقدم دون ديمقراطية متقدمة ومجال سياسي يقوم بعمله بوجود أحزاب مستقلة تقوم بتعبئة المواطنين في إطار رؤية تنموية.
وشدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على ضرورة إعطاء قيمة للحقل السياسي، علما أن القطيعة بين الشباب والأحزاب والسياسة عموما تتفاقم، مما ينذر بوضعية حرجة للغاية.
وقال بنعبد الله:”الحكومة لديها توجهات وتعمل وفق قناعات ولها أهداف وبرنامج تسير عليه، ونحن نعتبر كحزب أنها لم تكن في الموعد بالنسبة ل 3 سنوات من انطلاق عملها، هناك مشكل في التوجهات السياسية وتحديد أولويات التغيير التي ينبغي العمل عليها، كما أنها بعيدة كليا عن النموذج التنموي الخاص بالبلاد، وهو ما يفرض عليها ضرورة العودة إليه والعمل وفقه، مع وجوب مقاربة مختلف التحديات التي تواجه البلاد، منها تطوير الاقتصاد والتنمية الجهوية والعدالة المجالية وغيرها، فالدولة الاجتماعية تحمل أيضا قيم الديمقراطية والحريات لكنهما للأسف غائبان تماما”.
وزاد مبينا:”الحكومة تفتقد للحضور السياسي والتواصل مع المواطنين”، في إشارة إلى ضرورة خروج أعضائها إعلاميا لتفسير ارتفاع الغلاء المتفشي حاليا على مستوى المواد الاستهلاكية والتحديات المرتبطة بالبطالة والدخول المدرسي وغيرها، داعيا إياها إلى التفاعل إيجابا وإقناع الطبقات المجتمعية بما تقوم به في مختلف المستويات.
وسجل بنعبد الله ضرورة إصلاح المنظومة التعليمية والصحية، فضلا عن مقاربة المشاكل الموجودة في الاستثمار العام والاقتصاد، جراء افتقاد خطط حكومية فعالة، مما يؤثر سلبا على قطاع التشغيل الذي أضحى يعيش واقعا كارثيا، خاصة أنه بلغ أرقاما غير مسبوقة، مقرا بوجود فشل واضح بشأن الاستراتيجية الخاصة بالاقتصاد.
من جهة ثانية، أشار القيادي الحزبي إلى التأثيرات التي خلفتها الفيضانات الأخيرة التي شملت مناطق الجنوب الشرقي للمملكة على حالة الناس ومساكنها ووضعية هاته المناطق، مقدما تعازيه لأسر الضحايا.
وأبرز الأمين العام للحزب أن المجهود يجب أن يكون عاما ومشتركا، مبينا:” أقاليم الجنوب الشرقي التي تفصلنا عن الحدود الجزائرية بينت أنها تعيش حالة من عدم التوازن فيما يخص أقاليما غير مجهزة، تذكرنا بفاجعة زلزال الحوز الذي مس أيضا مناطق جبلية مهمشة، تهم تارودانت وشيشاوة وأزيلال”، مستدركا:”صحيح أن الأمطار الرعدية التي شهدتها مناطق الجنوب الشرقي لها تأثيرات إيجابية، لكنها بالمقابل عرت واقع هاته المناطق التي تظل بعيدة عن التنمية المجالية، وهو ما يستوجب التسريع بإنشاء صندوق للتنمية لتنمية البنية التحتية وحمايتها من الكوارث الطبيعية، ولتكون مدرة للدخل ولفرص العمل”.
وقال بنعبد الله:”النقط السلبية التي تطرحها هاته المناطق تبين وجود مغرب آخر، والحال أنه لا يمكن وجود مغرب بسرعتين متفاوتتين، بقطار فائق السرعة وآخر به مناطق من الصعب الولوج إليه لافتقارها للطرق والبنية التحتية، ينبغي إذن أن تكون هناك رغبة سياسية لخلق شروط التنمية في سياق مغرب ديناميكي متحرك”، مشيرا إلى الارتكاز على الخطب الملكية التي بينت أوجه القصور في مختلف المجالات ومقاربتها بشكل جاد ومستعجل.
وحول حصيلة إعادة إعمار مناطق الزلزال بعد مرور سنة على الفاجعة، تناول بنعبد الله بيانا للمكتب السياسي لحزبه، ندد من خلاله ببطء العملية، بوجود عائلات متضررة لم تتوصل بمنحها سواء المباشرة أو الخاصة بإعادة البناء، ولم تحصل أيضا على الترخيص لإعادة بناء مساكنها، إلى الجانب البطء المسجل في إعادة فتح مؤسسات تعليمية، قائلا:”عملنا هو إثارة انتباه الحكومة علما أننا نشكل قوة تحكم ومراقبة، نحن لسنا هنا لاستغلال هموم الناس بل لمقاربتها بهدف معالجتها، وهو ما نعبر عنه من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، نعلم أن هناك جهودا بذلت وهناك دينامية في السياق، لكن الظرفية تفرض المزيد من العمل”.
واعتبر بنعبد الله أن إعادة الإعمار تفرض احترام ثقافة وخصوصية هاته المناطق وشكل المباني القديمة المتضررة أو التي هدمت جراء الزلزال، وهي أمور ربما لم تؤخذ بالاعتبار لأنها ليست أولوية، لكنها تدفع حزبه لتنبيه الحكومة.
وبشأن إصلاح المدونة، خلص القيادي الحزبي قائلا:”من الضروري أن يستجيب لمعاييرنا وللمعايير الدولية ولعقليتنا كمغاربة وليس لمعايير الغرب، مما يسمح للمغرب بالتقدم في سياق إسلام معاصر منفتح على العالم”.