ابن كيران: أنا لست سياسيا..و”العدالة والتنمية” يقوم بدور”الأبناء البررة” للدولة
سجل وقوع الحركة الإسلامية في خطإ قاتل

قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إنه ليس سياسيا يفرح بكثرة الأتباع، بل شخص يحمل رسالة أو أنه تحملها، وهي رسالة لم يكن يبالي بها كثيرا في مدة زمنية سابقة.
وأضاف ابن كيران، اليوم الأربعاء، في كلمة له خلال الدورة العادية للجنة المركزية لشبيبة العدالة والتنمية،:”ولكن في سني الحالي، أضحت مسألة السن والصحة والشعور بدنو الأجل تراودني، ويسكنني هاجس ربما غير مشروع وهو كيف سيكون الأمر من بعد”.
وزاد متسائلا:”هل ما يزال هناك معنى للاستمرار في هذا العمل السياسي الذي يعد مرهقا؟ لكنه ربما من أفضل الأعمال عند الله، والاشتراك في العمل السياسي جزء من الإمامة إما بتسيير جماعة أو وزارة وإما كنصح ومشورة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر ووقوف في وجه الفساد والاستبداد”.
وقال القيادي الحزبي:” طبعا هناك تخويف وتشويه للعمل السياسي إلى أن أصبح المواطن يكره السياسة ويرفض الانتماء لأي حزب سياسي، هي مؤامرة تمت، وأول من يجب أن نسفها هو أنتم، علما أن العمل السياسي يعتبر أساسيا في حياة الإنسان المسلم”.
وسجل ابن كيران أن الفساد والاستبداد يتضايق من أي شخص يرفضه أو يرفض الاندراج فيه، متسائلا:”لما نحن مستهدفون كحزب؟ في سنة 2002 كانت المعركة ضدنا ضعيفة جدا، وحينما ارتقينا، أصبحنا العدو رقم 1 في البلاد ولا نزال، خاصة أننا لم نضرها في شيء، ولم يسبق لن أن قدنا مسيرة أو إضرابا، نحن نقوم بدور “الأبناء البررة” للدولة، لكن خصومنا داخل دائرة النفوذ يؤلبنا ضدنا المجتمع حتى أصبح حزب العدالة والتنمية منبوذا، وإن كان المجتمع لديه رأي آخر”.
ودعا ابن كيران شبيبة الحزب وأعضاءه للقتال بشكل سياسي ومدني لكسب ثقة المواطنين والحصول على أصواتهم في الانتخابات المقبلة للحصول على المرتبة الأولى في البلاد للمساهمة في التغيير، في ظل تضارب المصالح والانحراف الإعلامي والمدونة التي يسعى البعض من خلالها لتخريب بيوت المغاربة.
واعتبر الأمين العام للحزب أن الحركة الإسلامية وقعت في خطإ قاتل، مضيفا:”موضوع الخلافة الذي شغلها والإرادة لبناء الخلافة، لينتقل منطق إعادة بناء الخلافة من الدعوة لمحاولة انتزاع الحكم، وبدأ يظهر على الإخوان المسلمين تصرف من يريدون انتزاع الحكم وتداخل الموضوع وأصبحت قناعتها في العالم تقوم على هذا الأمر ودخلت في متاهات. هي متاهة دخلت لها ولحد الآن لم تخرج منها”.
وقال ابن كيران متوجها لشبيبة الحزب:”مكانتكم لدي كشباب كبيرة، وستفلحون إن قمتم بالاجتهاد في فهم العقيدة وتعلمها والالتزام بمقتضياتها وتبنيها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمشاركة في الحياة لأنكم كشبيبة تمثلون محرك الحزب”.
من جهة أخرى، أشار القيادي الحزبي إلى أن الحياة في العالم كانت منتظمة بقوانين ومؤسسات منها الأمم المتحدة ومنظمة العدل الدولية إلى أن أربك الرئيس الأميركي دونالد ترامب هاته الأمور، متسائلا:”من أعطاه الحق لتهجير الفلسطينيين وامتلاك غزة؟”، في غياب القوانين الدولية والأمم المتحدة والحلف الأطلسي، وهو أمر خطير، خاصة أنه يرأس أقوى دولة في العالم لحد الآن.
ودعا ابن كيران إلى توحيد الكلمة والمواقف الخارجية على الأقل على مستوى المغرب العربي، وإن لم يكن ممكنا على الأقل أن يتم التوحد داخليا.