أمين عام جامعة الدول العربية: ما تحقق كان أقل من الطموح
عد الجامعة حصنا للدفاع عن قضية فلسطين

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن ما تحقق في مسيرة طويلة لإنشائها والممتدة عبر 80 عاما، كان أقل من الطموح والمتأمل.
وأضاف أبو الغيط في كلمة مصورة نشرتها الجامعة عبر”يوتيوب”، اليوم السبت، بمناسبة الذكرى ال80 لإنشائها،:”فكل عربي اليوم يتطلع إلى مؤسسة إقليمية تجسد رابطة الوحدة على نحو عملي، وبما ينعكس على الاقتصاد وحركة التجارة ورفاهية المجتمعات”.
وزاد مبينا:”وبرغم كل ما تحقق من إطلاق منصة التجارة العربية الحرة في 2005، وصولا إلى إطلاق السوق العربية المشتركة للكهرباء في 2024، أقول برغم نقاط مضيئة كثيرة في المسيرة، فإننا لا زلنا بعيدين عن تحقيق الإمكانية الكاملة للتكامل الاقتصادي في المنطقة العربية، وهي إمكانية من شأنها إطلاق الطاقات الاقتصادية الهائلة للمنطقة التي تمتلك رصيدا استراتيجيا استثنائيا على كافة الأصعدة، الاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية”.
وقال أبو الغيط:”80 عاما تمر اليوم على إنشاء جامعة الدول العربية، 80 عاما شهدت أحداثا جساما في العالم والمنطقة، وظلت هاته المنطقة عروة وثقى يستمسك بها كل من ينتمون إلى الحضارة العربية والثقافة العربية وينشدون المستقبل العربي المشترك، ظلت حائط صد منيعا ضد محاولات لاختراق هوية المنطقة، أو تبديلها أو النيل منها، ومن دمشق إلى الخرطوم، عربية اللسان والهوى والتوجه والثقافة، عربية في الماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله”.
وشدد أبو الغيط على أن الجامعة العربية هي حقيقة فرضتها الجغرافيا والتاريخ المشترك العربي، وهي أيضا تجسيد لتيار عاطفي جارف لدى الشعوب العربية تبلور في منتصف القرن الماضي، وظل متدفقا هادرا حتى اليوم، مسجلا أن الرابطة العربية هي الأقوى والأكثر امتدادا في المنطقة، وهي محل الانتماء الطبيعي للشعوب، ومركز الشعور الجامع لديها، قد تتراجع حينا، أو تتوارى تحت وطأة الأحداث الجسام، ولكنها لا تلبث أن تتجدد وتزدهر في ثوب جديد، عابرة للأجيال، متجاوزة للحقب.
وأضاف الأمين العام للجامعة:”إننا اليوم مدينون للآباء الأوائل، من قادة السياسة والرأي، وأعلام الفكر والدبلوماسية، ممن جعلوا هذا الشعور الجامع حقيقة واقعة، وصاغوه في صورة مؤسسية سبقت عصرها، وشقت المسار والطريق الذي نتابع المسير عليه اليوم”.
وأكد أبو الغيط أن الجامعة ظلت على مدى 80 عاما صوتا جامعا للعرب، واكبت خروجهم من زمن الاستعمار إلى فضاء التحرر الوطني، ورافقت الرحلة الصعبة للمنطقة العربية في زمن الاستقطاب الدولي الحاد والحرب الباردة، وظلت حصنا حصينا للدفاع عن القضية العادلة التي حظيت بإجماع عربي لا يرقى إليه شك عبر العقود، قضية فلسطين التي تتعرض اليوم لأخطر تحد وأشد تهديد ينذر بتصفيتها وتقويض أركانها.
وخلص أبو الغيط إلى أن الجامعة العربية ليس لها أن تفرض سياسات أو قرارات، ولكنها ذات ثقل سياسي ومعنوي حاضر ومؤثر، ووجودها يمثل قوة مضافة للعرب وعلى الأخص في زمن التكتلات الدولية والتجمعات الإقليمية، علما أن تشكل حقيقة بديهية وتطورا طبيعيا، فلو لم تكن موجودة اليوم، لوجب اختراعها.