بنعبد الله: مونديال 2030 فرصة هائلة ليظهر المغرب في الخريطة العالمية
سجل فشل الحكومة في الوفاء بالتزاماتها

قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن تنظيم المغرب لكأس العالم 2030 يمثل فرصة هائلة لتظهر المملكة في الخريطة العالمية.
وذكر بنعبد الله، اليوم الأحد، في لقاء تواصلي مفتوح للحزب مع المواطنين في مدينة تازة، أن 6 مدن أساسية ستحتضن كأس العالم 2030، في ظل مدن لن تر بشكل ملموس لحد الآن الآثار الملموسة للمونديال، مبينا:”نتمنى أن يتم الاهتمام من طرف الحكومة بها ليس فقط بهاته المدن والمشاريع الكبرى المرتبطة بالقطار السريع والملاعب التي يتم إنشاؤها أو التي تتم توسعتها، لكن أيضا بالنسبة للمدن الأخرى القريبة من الجهات المستفيدة ويجب أن يكون فرصة لجر كل الجهات والمجالات الترابية للبلاد، وإلا فالأمر من شأنه أن يقوي الفوارق المجالية والطبقية على مستويات متعددة، بوجود مدن وجهات غير مستفيدة، منها جهة بني ملال- خنيفرة، وجهة الشرق وجهة كلميم- واد نون وغيرها”.
وجدد بنعبد الله اتهامه للحكومة الحالية بالفشل في بلورة التزاماتها الواردة في التصريح الحكومي، والتي قدمتها وهي تدري أن المغرب خرج من أزمة كوفيد، ويمر من سنوات الجفاف وركود النشاط الاقتصادي والمالي عالميا، والتزمت بالرفع من وتيرة النمو إلى 4 في المائة، وهو ما لم تحققه إلى يومنا هذا، منددا بتضارب المصالح في الحكومة والخلط الخطير بين المال والسلطة.
و حذر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية من تفاقم ظاهرة هجرة الأطر إما لمدن أخرى أو في إطار مغامرة مطلقة للخارج هربا من شبح البطالة.
وأبرز بنعبد الله أن استفادة 4 مليون مواطن من الدعم المباشر، يعني أن نسبة الفقر مرتفعة في البلاد، خاصة أن المسألة تتجاوز الرقم المسجل بكثير، منتقدا المعايير المعتمدة في منحه والمرتبطة بمؤشر السجل الاجتماعي الموحد.
وزاد متسائلا:”بما سينفع المواطنين تخصيص مبلغ الدعم المحدد في 500 درهم، في ظل غلاء المعيشة الغير مسبوق، وبعد إلغاء برامج”تيسير” و”دعم الأرامل” و”المحفظات”؟”.
واعتبر بنعبد الله أن جماعة تازة استفادت من سياسات وخيرات حكومات سابقة منها ما كان يساهم فيه حزب التقدم والاشتراكية، خاصة أن المدينة تزخر بعدد من المؤهلات الطبيعية والسياحية المختلفة، والفلاحية، تربط بين شرق المغرب ووسطه وجنوبه وشماله، وتستحق أن تشهد نموا أكبر بكثير مما هي عليه.
وأوضح القيادي الحزبي أن الحكومة تمارس شيئا خطيرا بدءا من سياسة الدعم المقدم لأشخاص قريبين منها وهي مسألة مرتبطة بمصالح ومواقع نفوذ وإسقاطات انتخابية لسنة 2026، مضيفا:”الأمر يتعين أن يتوقف، لذا طالبنا بلجنة لتقصي الحقائق، واتفقنا مع المعارضة، لتلتف الحكومة حول الأمر، وتقول بإيفاد مهمة استطلاعية، وهنا أقول لهم: إن كان ما تقومون به مشروعا، فمما أنتم خائفون؟”.
وشجب بنعبد الله ما أسماه ب”برامج آخر ساعة” التي أطلقتها الحكومة أخيرا، و المرتبطة بالمقاولة الصغيرة والصغيرة جدا، مبينا:” يأتون ببرنامج للتشغيل على بعد سنة من الانتخابات المقبلة، ويقولون إنه سيكون بميزانية 14 مليار درهم، وهم أصلا مازالوا مرتبطين ببرنامجين لم يؤتيا أكلهما”.
وخلص قائلا:”مسؤوليتنا تقتضي إيقاف هاته التجربة واستبدالها بتجربة ديمقراطية شفافة قادرة على تجاوز النقائص وإعطاء دفعة جديدة لمسلسل الإصلاح في البلاد، انسجاما مع الإرادة الملكية، ولنكون في الموعد ليس فقط مع المونديال، ولكن أيضا مع أطفالنا وشبابنا والأجيال المقبلة، هي مسؤولية ملقاة على الجميع، وعلى كل المغاربة، للوقوف ضد الفساد واستعمال المال بشكل فاحش لم يسبق له نظير”.