بنعبد الله: يلزمنا نظام تعليمي يربي على المواطنة والمشاركة السياسية
عد البيع والشراء في الشواهد الجامعية"صدمة "وشكلا من أشكال الفساد

سجل نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ضرورة إرساء نظام تعليمي فيه تربية على المواطنة والمشاركة السياسية وأن تكون هناك نبرة قوية لدى الناشئة بأن كل ما يدور في فلكها يهمها ويقتضي مشاركتها.
وأشار بنعبد الله، الأربعاء، في لقاء نظمته المدرسة العليا للتجارة بمراكش، بعنوان:”الشباب: رافعة لتجويد العمل السياسي”، إلى 3 عوائق تحول دون انخراط الشباب في العمل السياسي، مبينا:”المسؤولية الأولى للدولة لتكون مستعدة لساحة ديمقراطية شفافة وواضحة تتيح المشاركة وترسخ مضامين الدستور ثم الأحزاب السياسية التي تسمح بالتفريط في استقلاليتها وقرارها، وهو ما يدفع الكثيرين للتعميم بمعنى أن كل الأحزاب تتجه في نفس المنحى، وأخيرا مسؤولية المواطن”.
وقال بنعبد الله:”كان هناك صراع حقيقي لعقود من الزمن بين من يريد الديمقراطية وانتخابات نزيهة ومشاركة سياسية ومن كان يريد أن تكون هاته الأمور فقط على مستوى شكلي”، منددا باستعمال المال بشكل فظيع في الحملات الانتخابية، فضلا عن وجود 9 مليون مغربي غير مسجلين في اللوائح الانتخابية، مع 9 مليون آخرين لا يشاركون رغم تسجيلهم، وهو ما يؤثر سلبا على العملية السياسية والانتخابية التي تحدد مصير المواطنين لاحقا في تشكيل الحكومة والقرارات التي تعتمدها في قضايا حساسة، تهم التعليم والصحة والسكن وغيرها.
وأوضح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن الحزب بعيد عن تضارب المصالح أو الوصول للحكومة خدمة له، مضيفا:”يمكن للناس انتقادنا بسبب إجراء ما أو تحالف معين، لكن لا يمكن لأحد أن يجزم بعملنا للمصالح الذاتية على حساب المصلحة العامة، علما أن العمل السياسي يتعين أن يملأ بالجدية والمعقول، وبمشاركة الشباب، وهنا أشير إلى تسجيل مليون و300 ألف في الجامعات المغربية فضلا عن القطاع الخاص، هؤلاء فقط يمكنهم تغيير موازين القوى في البلاد وفي الحكومة والبرلمان والمجالس المنتخبة”، لافتا إلى أنه ومنذ حصول المغرب على الاستقلال وإلى اليوم، كانت هناك أحزاب وطنية تسعى لصنع ديمقراطية ومشاركة في الحضور ومن يسعى لكي تبقى هاته المؤسسات معزولة ومسيرة من طرف من يريدون ليكونوا طيعين في سياق توجه معين.
وشدد القيادي الحزبي على أن الإعلام عليه أن يمارس العمل النقدي الإيجابي للعمل السياسي وليس فقط ترديد الأفكار الرافضة الموجودة في الشبكات الاجتماعية بل تناول الأشياء الناجحة لدى الأحزاب.
واعتبر بنعبد الله أن توقيف حزب الاتحاد الاشتراكي التنسيق حول ملتمس الرقابة أعطى صورة “بئيسة” عن السياسة وعمق من أزمة السياسة وهو دور الإعلام للفرز بين من يريد البناء والهدم، مضيفا:” كنا نريد تقديم ملتمس الرقابة لتكون هناك لحظة لمحاسبة للحكومة، ليأتي مكون من المعارضة لإقبارها وبالتالي فلن تكون العملية الممكنة”.
وقال بنعبد الله مخاطبا الطلبة:”أمامكم حكومة فيها عيوب كثيرة وأنتم من ضحاياها، فهي متورطة في تضارب مصالح واستعمال صفقات عمومية وطلبات عروض تقوم بها الحكومة ويفوز بها من يرأسها”.
وحول “البيع والشراء في الشواهد العليا”، قال بنعبد الله:”هي صدمة لنا جميعا ولفضائنا السياسي والتعليمي والوسط التربوي، صدمة تدل على وجود أزمة قيم ومبادئ، وهي أيضا شكل من أشكال الفساد، فمن ينتمي لأجيال سابقة يمكن أن يعلم بأن الفضاء الجامعي الوطني كان ملتصقا بشكل قوي بالعمل السياسي والحزبي قبل الحصول على الاستقلال وبعده، وحينما كانت الظروف صعبة بانحباس الحياة الديمقراطية في ستينيات القرن الماضي إلى حدود منتصف السبعينيات، كثير من الأساتذة كانوا ينتمون للصفوف الوطنية ولم نكن نتصور أن يقوم أستاذ ببيع وشراء الشواهد الجامعية أو أن يساوم بنقطة على امتحان، كان هناك شعور بأن المسألة مرتبطة بمسؤولية وطنية تشكل أمانة في عنق من يتحمل وظيفة التدريس، اليوم المسألة تسائلنا جميعا بدون استثناء”.