الحسن عبيابة .. وزير “الأخطاء” المتكررة في حكومة الكفاءات المغربية

البعض عد قبوله مهمة الناطق الرسمي باسمها انتحاراً سياسياً

سرق الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، الأضواء من باقي أعضاء حكومة سعد الدين العثماني الثانية، التي عينها العاهل المغربي الملك محمد السادس قبل أسبوعين، وجعل نفسه مثار “سخرية” وموضوع تفكه نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي بسبب أخطائه المتراكمة خلال فترة وجيزة.

عبيابة، الاستاذ الجامعي، الذي رأى النور بمنطقة رأس العين في إقليم سـطـات (جنوب الدار البيضاء)، يبدو أن تجربته العلمية والسياسية لم تسعفه في القيام بالمهام التي أسندت له في حكومة الكفاءات الجديدة، حيث سقط في أول اختبار له أمام الصحافيين في اللقاء الأسبوعي الذي تلى أول اجتماع للمجلس الحكومي الخميس الماضي.

ورغم أن الناطق الرسمي باسم الحكومة حاصل على الماجستير في الجغرافيا الاقتصادية منذ سنة 1987، فانه واجه صعوبات جمة في تقديم صورة متكاملة عن مشروع موازنة 2020 الذي أحالته الحكومة على البرلمان، وبدا عبيابة مرتبكاً وغير مُلم بالموضوع، حتى أنه عجز عن الإجابة على جل الأسئلة ، واضطر للهروب من اللقاء الصحافي بداعي عقد اجتماع.

وتواصلت زلات الوزير “الأعجوبة” مع كل مناسبة يظهر فيها أمام المكروفون، جعلت بعض أعضاء حزب الاتحاد الدستوري الذي ينتمي اليه ، يضعون أيديهم على قلوبهم خوفاً على مستقبل فارسهم الوحيد الذي يعتلي صهوة “الحصان” (رمز الحزب) في حكومة العثماني الثانية، من كبوة لا محالة آتية، يمكن أن تسقطه خارج حلبة الوزارة.

ففي حفل توزيع جائزة المغرب للكتاب، التي احتضنتها المكتبة الوطنية بالرباط، الجمعة الماضية، ترأس عبيابة مراسيمها بصفته وزيرا للثقافة، وذلك بعد يوم واحد من ” كبوة” لقاء المجلس الحكومي، عاد الوزير ليطلق العنان لكلامه المرتبك والمبهم في بعض الأحيان، مثيرا حوله الشكوك مرة أخرى.

وتحدث الوزير أمام الحاضرين من أهل الكتاب ومبدعيه، عما سماه “تثقيف الرياضة وترييض الثقافة”، في معادلة غريبة عجيبة لا تستقيم على لسان مسؤول حكومي يتولى حقيبة من هذا الحجم، بل إن الرجل ارتكب أخطاء لغوية فادحة في تصريحاته الإعلامية بالمناسبة، حيث قال عوض الكتاب وهو جمع كاتب “الكاتبين”.

السقطات المتكررة جعلت أحد محبيه وهو نور الدين يوشكوج ، يبعث له نصيحة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، جاء فيها: “قبول السيد الحسن عبيابة مهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة يعتبر انتحاراً سياسياً”، وأضاف “لأداء هذه المهمة الصعبة يجب على الشخص أن يتوفر على تكوين ممتاز، وأن يكون موهوباً. لا أشك في تكوين الأستاذ الحسن وكفاءته، لكنني متأكد من عدم توفره على الموهبة اللازمة للمنصب، وأحسن ما يمكن أن يقوم به الوزير هو دفع رئيس الحكومة لتعيين شخص والاكتفاء بقطاعاته العديدة”، قبل أن يختم “إن لم يفعل، فبالتأكيد سيفقد كل شيء”.

في حديث ل”صحراء ميديا المغرب” مع أحد المقربين من وزير الثقافة والشباب والرياضة، عبر عن امتعاضه من الأسلوب الذي ينهجه الوزير عبيابة في التعاطي مع المسؤولية الحكومية التي أوكلت له، بحيث أنه يرفض النصائح والملاحظات التي توجه إليه من المحيط القريب منه، ويصر على أسلوبه العفوي والارتجالي الذي أوقعه في الكثير من الأخطاء وجعله عرضة للانتقادات والسخرية.

لقد انتخب أستاذ الجغرافيا السياسية بالإجماع في 15 أبريل/نيسان 2018، رئيسا للاتحاد الليبرالي العربي بالأردن، ويبدو أنه حقق هذه الايام إجماعاً جديداً في ظرف أقل من سنتين، تمثل في انطباع مشترك لدى الرأي العام المغربي مفاده أن “أداء الوزير كارثي وغير مقنع حتى الآن”.

أخطاء وزير الثقافة والشباب والرياضة مازالت تتراكم، فقد بدا الارتباك عليه مجددا في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب المغربي، التي عقدت امس الاثنين حيث أجاب عن سؤال لم يوجه له في الجلسة، وأثار بذلك موجة سخرية عارمة، عندما أجاب عن إغلاق الملاعب الرياضية الوطنية، في الوقت الذي تطرق السؤال لموضوع تأهيل دور الشباب.

وأمام هذا الارتباك المتكرر، يبقى الوز ير عبيابة مدعواً إلى تصحيح الوضع من خلال إعادة ترتيب أوراقه والتحلي بالمسؤولية والحذر من إطلاق الكلام على عواهنه من دون تمييز ولا تدقيق، وذلك كله من أجل أن يتقي “شر لسانه” وتجنب كل ما يمكن أن يحصد من وراءه من انتقادات وسخرية قد تعجل إنهاء تجربته في بداياتها الأولى، وقديما قالت العرب “مقتل الرجل بين فكيه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى