15 سنة سجنا للصحافي المغربي توفيق بوعشرين
تمسك ببراءته ولمح في كلمته الأخيرة الى العفو الملكي
الرباط: قضت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء بالسجن مدة 15 سنة في حق الصحافي توفيق بوعشرين، ناشر صحيفة أخبار اليوم، الذي يتابع بتهمة الاستغلال الجنسي والاغتصاب والاتجار بالبشر.
وفي آخر كلمة ألقاها أمام القاضي قبل النطق بالحكم، طالب بوعشرين المحكمة باستحضار قرار العفو الملكي عن الصحافية هاجر الريسوني التي حوكمت بتهمة الإجهاض.
وقال بوعشرين في كلمته “أتمنى من المحكمة أن تستحضر وهي تنظر في الملف روح القرار الملكي الرحيم والحكيم والمتبصر والقاضي بالعفو عن الصحفية هاجر الريسوني الذي له أبعاد تتجاوز النازلة المذكورة”.
وعن ظروف محاكمته، قال بوعشرين “محكمتكم سمعت الكثير من التشهير والقليل من المنطق في محاكمتي، الكثير من الكلام والقليل من القانون، لقد وقفت على الكثير من التناقضات في محاكمتي ومنها تناقض المشتكيات، كما أن كل الشهود برؤوني سواء شهود دفاع المشتكيات أو شهود النيابة العامة، بالإضافة إلى أن اعتقالي كان تعسفيا، زيادة على سجني ل 22 شهرا في ظروف قاسية”.
وبدأت قضية بوعشرين في فبراير من العام الماضي عندما تلقت الشرطة شكوى من مجهول تتهمه بالإغتصاب، تلتها شكوى من إحدى الصحافيات التي كانت تعمل في شركته الإعلامية.
وخلال اعتقاله وتفتيش مكتبه حجزت أجهزت تصوير وأشرطة فيديو توثق لممارسات جنسية مع العديد من الصحافيات والموظفات بشركته، ليتابع بتهمة الاتجار في البشر والاستغلال الجنسي والاعتصاب. غير أنه أنكر كل التهم المنسوبة إليه، ونفى علمه بوجود تلك التجهيزات والكاميرات بمكتبه واتهم جهات سياسية بتدبير تلك المؤامرة ضده.
وأدان القضاء في حكمه الابتدائي بوعشرين، وحكم عليه بالحبس 12 سنة، لتدخل المحاكمة طور الاستئناف قبل خمسة أشهر، والتي انتهت اليوم بتأكيد التهم والحكم عليه بالحبس 15 سنة نافذة.
وكان بوعشرين قد أعلن انسحابه من المحاكمة خلال طورها الاستئنافي، وعن هذا الانسحاب قال في كلمته الأخيرة مساء اليوم أمام القاضي “لم أقاطع المحاكمة هربا من الحقيقة ولا استهانة بكم، لقد انسحبت لان سلوك النيابة العامة حرمني من أي إمكانية لإثبات براءتي، ابتداء من اعتقالي ومرورا بكل طلبات دفاعي”.
وأضاف بوعشرين “سأكون كاذبا ان قلت أني لا أخاف من الإدانة، لكن خوفي من السجن ليس هو شاغلي، لأن هناك قضية رأي وقضية حرية صحافة، هناك جيل كامل على الميزان دافع عن مشروع إصلاح العدالة ومناخ الحريات، لهذا أملي أن يكون حكمكم وثيقة مرجعية اليوم”.
كما وجه خلال كلمته الأخيرة قبل دخول القضية مرحلة المداولة والنطق بالحكم، أن يوجه رسالة إلى الضحايا، قائلا: “إلى النساء اللواتي وجدن أنفسهن عالقات في هذه الحرب. أنا آسف جدا لما أصابهن ومتألم لما لحق بهن. هن ضحايا، قلتها منذ الجلسة الأولى في المحكمة الابتدائية، لقد جعلوا منهن حطبا لإحراقي. وللواتي برأنني وامتلكن الشجاعة في ذلك أقول لهن شكرا رغم التشهير الذي مسهن”.