النائب وهبي ينتقد التعديل الحكومي ويهاجم أخنوش بشدة

الرباط: وجه النائب عبد اللطيف وهبي، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، انتقادات غير مسبوقة لعزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، من دون أن يسميه، في جلسة المساءلة الشهرية لرئيس الحكومة حول السياسات العامة، مساء الإثنين.

وقال وهبي مخاطبا سعد الدين العثماني رئيس الحكومة حول نتائج التعديل الحكومي الأخير، إن “احتفاظكم برؤوس الصراع، وبرؤوس خلافات مرحلة تعيينكم كرئيس للحكومة، المتجسدة في وزراء يعتبرون أنفسهم سوبر وزراء، تكونون قد نقلتم الخلاف المبني على الحسابات الإنتخابوية إلى ساحة الحكومة الحالية، مع ما سيجره ذلك من خيبات وفشل منتظر”، وذلك في إشارة واضحة إلى أخنوش.

واعتبر وهبي أن أمل حزبه “خاب بعد أن خرجت الحكومة الجديدة من عنق الزجاجة، حيث صدمنا بحكومة أقل ما يقال عنها كونها فاقدة للمشروعية السياسية والتنظيمية، إلى درجة أصبح معها الجميع يتساءل باستغراب: كيف فسرتم مفهوم الكفاءة الوطنية التي ستحل الأزمة عوض أن تسكنها وتزيد من عمرها؟ الكفاءة الوطنية التي ستنفذ البرنامج الحكومي الغارق في الصراعات؟”.

وأضاف وهبي مهاجما الحكومة “كنا ننتظر حل الأزمة بطريقة مختلفة وبأشخاص مختلفين، حل يقطع مع منطق وطبيعة الحكومة السابقة التي أثبت أداؤها أن ما يميزها هو التشتت وغياب الانسجام بين مكوناتها”.

وزاد منتقدا غالبية العثماني “هناك اتهامات واتهامات مضادة إلى درجة تبادل النعوت القدحية فيما بينها، فكان تحالفا داخل التحالف، بل تحالف ضد هذا الحزب أو ضد ذاك، فما اجتمعتم يوما كأغلبية إلا لتتصارعوا”، حسب تعبيره.

وأفاد وهبي بأنه في ظل فشل النموذج التنموي الذي انعكس على الوضع الاقتصادي “المتأزم، اعتقد معه الجميع أن التعديل الحكومي سينصب لا محالة على القطاعات المتأزمة كالصناعة والفلاحة والتجارة والسياحة وغيرها، فإذا بنا نتفاجأ بأن التغيير هم الثقافة والشباب والرياضة وكأن فشل المنتخب الوطني لكرة القدم كان حاسما إلى جانب الفشل الاقتصادي والتنموي برمته، لنغير داخل المنصب الوزاري للرياضة، ونهمل الجانب الاقتصادي بكل مكوناته الفلاحية والتجارية والمالية، في حين انه هو موضوع الفشل الحقيقي”، وذلك في انتقاد واضح للقطاعات الحكومية التي يديرها وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار.

كما هاجم وهبي الحضور القوي للوزراء التكنوقراط في الحكومة، وعد ذلك “ضربا للاختيار الديمقراطي وعدم احترام لإرادة الناخبين”. وقال: “إن ما يخيفنا اليوم هو أن تقزم الأحزاب، ويهمش دورها لفائدة قوى أخرى غير مرئية، تفتقد لذلك الخيط الناظم لتصورنا السياسي”.

وأضاف مهاجما “من الصعب أن نكون ديموقراطيين بلا أحزاب، وحتى ديموقراطيين من دون أن تتحمل الأحزاب مسؤوليتها في إدارة الشأن العام، ومن الخطر على الديمقراطية أن تنعت الأحزاب بأنها لا تملك الكفاءات”، وزاد متسائلا “هل الرسالة التي ترغبون في توجيهها لملايين المغاربة الذين أمنوا بالانتخابات هي كون النخب الحزبية تفتقد للكفاءة؟ وأن التكنوقراط هم الكفاءات التي تكتشف موقعها في السلطة بشكل مباشر وبدون أحزاب؟”.

ولم تقف انتقادات وهبي للعثماني عند هذا الحد، بل ذهب إلى القول: “إن انضمام التكنوقراط بهذا الكم الهائل للحكومة يسائلكم عن صدقية برنامجكم الانتخابي الذي نص على تمسك حزبكم بالمشروعية الدستورية واحترام الاختيار الديمقراطي”، كما اعتبر أن اختيارات الحكومة تناقض البرنامج الانتخابي لحزب العدالة والتنمية الداعي إلى “بلورة صيغ جماعية لتقوية مواقع الإصلاح وإسناده سياسيا”، متسائلا: “هل في رأيكم، بهؤلاء التكنوقراط ستسند الحكومة سياسيا؟”، وذلك في انتقاد واضح لرئاسة الحكومة والحزب القائد لتحالفها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى