غيابات وازنة في احتفالية الذكرى الستين لتأسيس الاتحاد الاشتراكي المغربي

لم يفلح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي في الاحتفالية الكبيرة التي أقامها هذه الليلة، بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس الحزب، في إخفاء الأزمة التي يواجهها أمينه العام إدريس لشكر في لم شتات الاتحاد وتوحيد صفوفه، رغم حديثة المتكرر عن المصالحة الداخلية.

وبدا لافتا في الحفل غياب جل الأسماء البارزة في الاتحاد الاشتراكي التي تختلف مع لشكر، حيث كان عبد الرحمن اليوسفي ومحمد اليازغي من أبرز الغائبين عن إحياء الذكرى الستين لتأسيس الحزب.

كما ضمت قائمة الأسماء الغائبة عن الاحتفالية كلا من فتح الله ولعلو وزير المالية الأسبق، ومحمد الأشعري وزير الثقافة الأسبق، بالإضافة إلى محمد الكحص، وعدد من الاتحاديين الناقمين على لشكر، في الوقت الذي حضر التظاهرة رضى الشامي رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وعبد العلي دومو، وإدريس الكراوي رئيس مجلس المنافسة.

وشهد الحفل أيضا، حضور لحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، وعبد الواحد الراضي، الأمين العام السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ومحمد بن عبد القادر، وزير العدل والقيادي في الحزب، بالإضافة إلى خالد عليوة، والعديد من الأسماء المقربة من لشكر في الحزب خلال المرحلة الحالية.

وبشأن ضيوف الحفل من قادة الأحزاب السياسية، حضر كل من نزار بركة أمين عام حزب الاستقلال المعارض، وحكيم بنشماش الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، بالإضافة إلى محند العنصر أمين عام حزب الحركة الشعبية، والميلودي موخاريق، رئيس نقابة الاتحاد المغربي للشغل، أكبر تنظيم نقابي بالبلاد.

وغاب عن الاحتفالية نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، ورئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني، وكذلك عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، حليفي الاتحاد الاشتراكي في الحكومة.

ولم يحضر كذلك الاحتفالية أي حزب من الأحزاب اليسارية التي تتقاسم المرجعية مع الاتحاد الاشتراكي، وذلك بسبب تحفظ قياداتها على إدريس لشكر وخيارات الاتحاد في السنوات الأخيرة.

ووجه لشكر في كلمة بالمناسبة، دعوة مباشرة إلى أعضاء حزبه من أجل المصالحة وطي صفحة الخلافات من أجل العمل على استعادة ثقة “الجماهير” في المشروع المجتمعي الذي ينشده حزبه، لتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وصيانة الحقوق والحريات الفردية.

وبدا واضحا استذكار لشكر للمحطات النضالية التاريخية التي قطعها الاتحاد الاشتراكي في مسيرته الطويلة، حيث ركز على النضال المشترك مع حزب الاستقلال وباقي الأحزاب الوطنية لتحقيق المكاسب التي راكمتها البلاد في العديد من المجالات، معتبرا أن الاختلاف في الرأي “لا ينبغي أن يوقف التعاون والتنسيق في القضايا المشتركة بين الحزبين”، وذلك في رسالة غزل واضحة لنزار بركة وحزبه.

وجدد لشكر الحديث عن أمله في جمع الأحزاب اليسارية وتوحيدها لخدمة المشروع الحداثي الديمقراطي في البلاد، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي “استطاع المحافظة على هويته السياسية الاجتماعية وأكد التاريخ صواب اختيارنا الاشتراكي الديمقراطي”، وفق تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى