“اتحاد كتاب المغرب”: نرفض أي وصاية سياسية أو حزبية وتسخير الثقافة لخدمة أجندات انتهازية

اتهم جريدة الاتحاد الاشتراكي بالهجوم عليه بتنظيم ندوات"مفبركة"

كشف اتحاد كتاب المغرب تشبث أجهزته الشرعية بالعمل والاشتغال والتفكير، خارج أية وصاية سياسية أو حزبية، وبمنأى عن تسخير الحضور الثقافي للاتحاد لخدمة أجندات ومصالح انتهازية، في إشارة إلى تعرضه لهجوم من قبل جريدة الاتحاد الاشتراكي، التي لم تستسغ تنظيمه لمؤتمره بمدينة العيون، واتهمت أجهزته ب”تهريبه وتصديره” لهاته المدينة، وكأنها ليست جزءا من البلاد.

وقال الاتحاد، في بيان له، تلقى”صحراء ميديا المغرب”، نسخة منه، الجمعة، إن المنبر الحزبي التابع للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يعتزم تنظيم ندوة وطنية اليوم السبت بمدينة المحمدية، في موضوع “أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم والحاجة إليه، في ظل تدخل فاعلين آخرين ومؤسسات رسمية في تدبير الشأن الثقافي”، للتشويش على المؤتمر الذي كان من المفترض تنظيمه في العيون، الأمر الذي أثار حفيظة من يرغبون في التحكم في الاتحاد.

وزاد مبينا:” فتراهم تارة يهرولون نحو المحاكم للتشكيك في شرعية أجهزة الاتحاد، غير أن القضاء قال كلمته الفصل بانتصاره للشرعية استنادا إلى قوانين الاتحاد، وتارة أخرى بواسطة الافتراءات والمغالطات والمناورات والتهجمات الإعلامية، وافتعال تنظيم ندوات مفبركة وموجَّهَة. وكل هذا، فقط من أجل استبدال المسار الشرعي لعمل الاتحاد بطرق غير شرعية، وغير ديمقراطية، أثبتت فشلها الذريع في كل المحطات التنظيمية التي مر بها اتحاد كتاب المغرب منذ تأسيسه”.

وسجل اتحاد كتاب المغرب، أنه عمل منذ إجهاض مؤتمره العام العادي بطنجة، في شهر يونيو 2018، على الصمود في وجه كافة المؤامرات التي سعت إلى إلغائه من الساحة الثقافية الوطنية والعربية، بعدما فشلت تلك المؤامرات في تدجينه واستعماله لخدمة أجندات ومصالح سياسوية وانتهازية، تتنافى مع مبادئه وأهدافه، ومع القيم الثقافية النبيلة التي تأسس من أجل الدفاع عنها.

وأضاف البيان:”رغم الصعوبات التي واجهها عمل اتحاد كتاب المغرب، بعد مؤتمر طنجة، حرصت أجهزته الشرعية، لاسيما المكتب التنفيذي واللجنة التحضيرية المنتدبة من مؤتمر طنجة، على مواصلة عملها، في ظل ظروف صعبة، لتفعيل قرار مؤتمر طنجة القاضي بعقد مؤتمر وطني استثنائي. وبعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها اللجنة التحضرية، والتواصل مع بعض الجهات الداعمة، ممثلة في وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية جهة العيون الساقية الحمراء، وبعد توفير كافة الوسائل والشروط المادية واللوجستية والأدبية، فقد تم الإعلان عن عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي، بتاريخ 25 -26 -27 يناير 2023، بمدينة العيون، حاضرة أقاليمنا الصحراوية الجنوبية العزيزة، ولأول مرة في تاريخ الاتحاد، وذلك تحت شعار “جبهة ثقافية لنصرة قضية الصحراء المغربية”.

وأشار الاتحاد إلى ظهور مستجدات فرضت تأجيل المؤتمر، لاسيما في ظل الهجوم الإعلامي الذي ما فتئ يتعرض له، من قبل ذلك المنبر الإعلامي الحزبي، في الوقت الذي اتخذ فيه مختلف الإجراءات وكافة الترتيبات اللازمة لعقد مؤتمره في أحسن الظروف، بما في ذلك حجز تذاكر السفر، ومباشرة أشغال الطباعة والنشر، والإيواء والتغذية، والتنقل الداخلي لفائدة المؤتمرات والمؤتمرين، الذين أكدوا حضورهم بشكل واسع ومكثف، للمشاركة في هذا الاستحقاق التنظيمي الوطني الهام، وغيرها من الأنشطة التنظيمية والاحتفالية الموازية، وفي مقدمتها تأسيس جبهة ثقافية وطنية لنصرة قضية الصحراء المغربية، وإطلاق نداء الكتاب والمثقفين المغاربة حول العالم حول الصحراء المغربية، وإصدار عدد ممتاز من مجلة (آفاق) عن “الثقافة الحسانية”، وغيرها من الفقرات والأنشطة الموازية للمؤتمر، بما يليق بفعالية وطنية وثقافية وتنظيمية كبرى، في هذا الوقت.

وأعرب المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب عن استغرابه الشديد من اعتزام “الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي”، الناطقة باسم “حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، تنظيم تلك “الندوة الوطنية”، في موضوع “أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم والحاجة إليه، في الوقت الذي لم يعبر فيه هذا المنبر الإعلامي عن أي دعم معنوي لمؤتمر الاتحاد الذي كان مزمعا تنظيمه بمدينة العيون، والذي كان سيشكل الفضاء الديمقراطي الأرحب للتعبير عن إرادة المؤتمرات والمؤتمرين، بمثل ما كان سيطرح فعليا “سؤال الحاجة إلى اتحاد كتاب المغرب” بشكل ديمقراطي، ويحاول أن يجيب عليه، وعلى مستقبل الاتحاد، من خلال استثمار حكمة كافة أعضائه وذكائهم وأفكارهم وخبراتهم التنظيمية، في وقت كان فيه الاتحاد في أمس الحاجة لمبادرات داعمة وناصحة ومنتقدة، بل وحتى معارضة، شريطة الالتزام باحترام إرادة الأعضاء، وحقهم المشروع في تقرير مصير منظمتهم وحريتهم في النقد والاختلاف والاختيار، وأيضا في التفكير في مستقبلها ومآلها، بعيدا عن كل أشكال الوصاية والتحكم.

ودعا الاتحاد أعضاءه إلى الالتفاف حول منظمتهم والدفاع عنها، بما يمكنها من كسب رهاناتها الثقافية والتنظيمية، طبقا لقوانين الاتحاد، لاسيما عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي، وصون مكتسباتها التاريخية، وتحصين “المركب الثقافي والرياضي لاتحاد كتاب المغرب – دار الفكر” بالرباط، ضد كل من يمهد الطريق للتحكم في مصير الاتحاد، ويجعل منه مطية للانتفاع ولتحقيق مصالح وأطماع شخصية ومآرب حزبية وسياسوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى