انتقادات لرئيس “تواصل” الموريتاني جراء استقباله وزير خارجية “بوليساريو “
وجد محمد محمود ولد سيدي، رئيس حزب “تواصل” الإسلامي المعارض في موريتانيا، نفسه في “ورطة سياسية” بسبب استقباله محمد سالم ولد السالك، وزير خارجية جبهة البوليساريو الانفصالية، أمس الجمعة، الذي سلمه دعوة لحضور مؤتمر الجبهة المرتقب انعقاده ما بين 19 و23 ديسمبر المقبل.
وواجه رئيس حزب “تواصل” موجة من الانتقادات بسبب هذا الاستقبال، الذي عده البعض “زلة سياسية شنيعة ومجازفة غير محسوبة العواقب”، في إشارة إلى التداعيات التي يمكن أن يخلفها الحادث في العلاقات مع المغرب.
وقال محمد المختار الشنقيطي، المحلل السياسي والأكاديمي الموريتاني المقيم في قطر، تعليقا على اللقاء “مع احترامي العميق لأخي العزيز وصديقي الوفيّ، رئيس حزب (تواصل)، الدكتور محمد محمود ولد سيدي، فإني أعتبر لقاءه مع وزير خارجية (بوليساريو) واستلام دعوة منه زلة سياسية شنيعة، ومجازفة استراتيجية غير محسوبة، لا تليق بشخصه الكريم، ولا بحزب (تواصل) الإسلامي، الذي يُفترض أن يكون وحدويًّا في مبادئه وتوجهاته ومواقفه”.
وأضاف الشنقيطي في تدوينة نشرها في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مهاجما رئيس حزب “تواصل”، مبينا أن اللقاء يمثل “إساءة إلى علاقات بلادنا بالمملكة المغربية التي هي العمق الاستراتيجي والتاريخي والثقافي لموريتانيا”.
وزاد المحلل السياسي الموريتاني منتقدا الحزب الإسلامي في بلاده، حيث وصف حديث الناطق الرسمي باسم الحزب عن “تعزيز العلاقة” بين (بوليساريو ) وحزب (تواصل) ب”الموبقة من الموبقات الإعلامية والدبلوماسية، وهو يدل على ضعفٍ مفجعٍ في الحاسة السياسية والاستراتيجية”.
واستغرب الشنقيطي من أن يأتي الموقف “المُجازف في وقت تتجه فيه الجزائر -التي كانت راعية (بوليساريو ) منذ ميلادها- إلى التخلص من هذا العبء الثقيل، ووقْف دعم الجبهة ومغامراتها الانفصالية الصبيانية التي سممت العلاقات بين أكبر بلدين مغاربيين -هما المغرب والجزائر- لأكثر من أربعة عقود!!”، وفق تعبيره.