“الأحرار” يستقطب “الأوراق” الرابحة لتحقيق حلم أخنوش في انتخابات 2021

خلف الستار وبعيدا عن عدسات الكاميرات، يسابق عزيز أخنوش، رجل المال والأعمال ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الزمن لكسب النقاط وحشد الدعم اللازم من أجل تحقيق حلمه في تصدر انتخابات 2021 البرلمانية، التي جعلها مسألة حياة أو موت في حياته السياسية القصيرة.

“التجمع الوطني للأحرار” الذي يتخذ من الحمامة شعارا للحزب، يبدو أنه لا يعير لرمزية هذا الطائر في الدلالة على “السلم والسلام” أي اهتمام، أمام جماح زعيمه أخنوش العازم على افتكاك كرسي رئاسة الحكومة من حزب العدالة والتنمية بأي ثمن.

وكلما اقترب موعد الانتخابات تزداد “الحمامة” تشبها بالكواسر في الانقضاض على فريستها سواء القريبة أو البعيدة، من دون رحمة ولا شفقة، أملا في بلوغ الهدف المنشود في 2021.

فبرنامج “100 يوم 100 مدينة” الذي أطلقه أخنوش وحزبه، يمثل فرصة سانحة لرجل الأعمال في التعريف بنفسه وتقريب التجمع الوطني للأحرار من المواطنين وإقناعهم بالتصويت لصالح مرشحيه في الدوائر الانتخابية والمدن التي ينزل بها الوزير بثقله وسخائه الواضح في توفير المأكل والمشرب للأفواج التي تُحضر للقاءاته عبر الحافلات المجندة لهذه المهمة.

الأسلوب الذي يعتمد أخنوش في التحضير لانتخابات 2021 أثار حفيظة العديد من الأحزاب والقيادات السياسية التي انتقدته بشدة، واعتبرت أن “التجمع الوطني للأحرار” يحاول استنساخ تجربة حزب الأصالة والمعاصرة مع إلياس العماري الفاشلة، التي عجلت بإنهاء المسار السياسي للعماري الذي صال وجال في المشهد كيفما شاء من دون أن ينجح في إسقاط عبد الإله ابن كيران.

في غضون ذلك، خرج عبد اللطيف وهبي، النائب البرلماني والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، في حوار إذاعي ليهاجم أخنوش ويطالبه ب”الكف عن الاتصال ببرلمانيي حزب الأصالة والمعاصرة من أجل إقناعهم بالالتحاق بصفوف حزبه والترشح باسمه في الانتخابات المقبلة”.

واتهم وهبي رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار بنسج علاقات ومصالح اقتصادية مع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماش، وعدد من برلمانيي الحزب، الذين قال إنهم “يتواطؤون مع أخنوش”، متحديا وزير الفلاحة ورئيس مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية في البرلمان) بنفي هذه العلاقة والمصالح، التي أكد أنه سيبينها بالحجة والدليل.

ويبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة لن يكون الحزب المتضرر الوحيد في الساحة السياسية من حملة استقطاب أخنوش للأسماء المرشحة للفوز في الانتخابات المقبلة، حيث تفجر نقاش ساخن بين قيادة الحزب والكتابة المحلية في مدينة القصر الكبير (شمالا) حول رغبة قيادة التجمع في ترشيح محمد السيمو، النائب البرلماني ورئيس المجلس البلدي المنتمي لحزب الحركة الشعبية، الذي يحظى بشعبية واسعة في الإقليم.

ووفق المعطيات التي حصل عليها “صحراء ميديا المغرب” فإن حزب التجمع الوطني للأحرار الذي لا يوجد لديه أي برلماني في الولاية التشريعية الحالية بدائرة العرائش، يراهن على استقطاب السيمو الذي حصد أزيد من 20 ألف صوت متجاوزا حزب العدالة والتنمية الذي كانت الدائرة تعد معقلاً انتخابياً له.

وأفادت مصادر الموقع بأن رشيد الطالبي العلمي عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي زار مع قياديين آخرين في الحزب مدينة القصر الكبير في إطار برنامج” 100 يوم 100 مدينة”،أخبر أعضاء حزبه بنية القيادة ترشيح السيمو رئيس المجلس البلدي وكيلا للائحة الحزب الانتخابية، الأمر الذي دفع البعض لإبداء تحفظه واعتراضه على الأمر مهددين بالخروج من الحزب في حال تجاهل القيادة لرغبة مناضلي الحزب بالمدينة.

ويتوقع أن يوجه أخنوش ضربة موجعة لحزب الحركة الشعبية وأمينه العام محند العنصر، إذا تمكن من استقطاب البرلماني محمد السيمو الذي يعد مرشحا فوق العادة لضمان مقعده في الانتخابات المقبلة، حيث يرتقب أن يثير الموضوع الخلاف بين الحزبين الحليفين في المحطة الانتخابية المقبلة.

وأمام حملة الاستقطاب المتواصلة التي يقودها أخنوش لاستقطاب العناصر “الضامنة لمقاعدها البرلمانية في الولاية التشريعية المقبلة”، يتوقع أن تشهد الساحة موجة من الردود الناقمة على رئيس التجمع الوطني للأحرار، الذي أفقده هوسه برئاسة الحكومة المقبلة احترام وتقدير الأحزاب السياسية سواء كانت هذه الأحزاب خصماً أو حليفاً، لأن الأهم والمهم بالنسبة له هو تحقيق المركز الأول في الانتخابات.

فهل يفلح رجل المال والأعمال بإمكانياته المادية الضخمة في هزيمة حزب العدالة والتنمية؟ أم أن طموحه سيتكسر على صخرة الواقع السياسي العنيد؟ سؤال تبقى انتخابات 2021 وحدها الكفيلة بالإجابة عنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى