نشطاء مغاربة يطالبون بمقاطعة قنوات بـ”يوتيوب” بسبب”الرداءة”
نادية عماري
قام نشطاء مغاربة بإطلاق حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة قنوات لمدونين في موقع”يوتيوب”، لما تتضمنه من محتوى رديء يسيء للمجتمع ويقدم صورة مغلوطة عن ذوقه واهتماماته.
ويرى النشطاء أن العديد من المدونات المغربيات يعتمدن على أساليب مخلة بالحياء من أجل تحقيق الربح المادي، عن طريق تحقيق نسب متابعة عالية لما يقدمنه من فيديوهات عن حياتهن اليومية والزوجية والظهور بملابس غير لائقة، فضلا عن فبركة مقالب وتقديم وصفات خاصة بالطبخ والجمال.
ونشر البعض صورا لهم في المطبخ والمنزل بعنوان”روتيني اليومي”، كشكل من أشكال الاستهزاء بما يقدم من فيديوهات في”يوتيوب”، فيما أسس شباب صفحات ومجموعات تنادي بضرورة مقاطعة هذه القنوات، نظرا لأنها تعبر عن موروث افتراضي مشترك بين المغاربة، يتم تقديمه بطريقة مسيئة.
فيما نادى آخرون بدعم القنوات ذات المحتوى الهادف والجيد كشكل من أشكال محاربة القنوات التي لا تقدم مضامين مفيدة بالنسبة لشريحة كبيرة من المجتمع.
وأفاد الباحث في علم الاجتماع، يوسف معضور، بضرورة تحديد مفهوم الرداءة، الذي يشمل كل عمل مبتذل يفتقر إلى العمق و الإبداع والخلق.
وقال متسائلا في تدوينة نشرها عبر صفحته في موقع”فيسبوك”: “هل له نفس المعنى لدى الآخرين، هل هم واعون بأن ما يقدمون هو رداءة خصوصا عندما تلقى تفاعلا كبيرا من طرف المتابعين لقنواتهم، فجواب المدونين “يوتيوبرز” هو ألا أحد يفرض على المتتبعين مشاهدة ما يقدم و أنت كمتلقي منتقد لا تمثل إلا نسبة قليلة بالمقارنة مع عدد المتابعين، خاصة أن البعض منهم يبرر ذلك بالمقولة الشهيرة “أعداء النجاح”.
وقال معضور:”الحل في نظري هو ترويض أصابعك على عدم الضغط على رابط محتوى رديء و لو أحيانا تُفرض عليك المشاهدة بالصدفة أو تحايلا من صانع المحتوى نفسه، لكن مع مرور الوقت سيصبح لديك القدرة والقابلية على التمييز، وبلا شك ستواجه الكثير من “التفاهة والرداءة” طيلة يومك كما تعتقد أنت، لذلك يستحسن الاحتفاظ بـ ” عمقك وأعصابك” في الثلاجة، وعند دخولك المنزل في المساء مارس عمقك، شاهد القنوات المفيدة على التلفاز، طالع الكتب و مارس هوايتك وكن كما تريد أنت”.