بركة: البلاد تحتاج لوقفة حقيقية للخروج من الأزمة الخانقة

جدد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، انتقاده لطريقة تدبير الحكومة لعدد من الملفات والقضايا في البلاد، مما أدى إلى وضع غير مقبول يتطلب قطيعة فضلا عن وقفة حقيقية لرجال ونساء لديهم روح وطنية للخروج مما أسماه ب”الأزمة الخانقة”.

وأفاد بركة، في لقاء تواصلي مع سكان ومنتخبي ومناضلي الحزب في مدينة تطوان، مساء السبت، أن الأغلبية الحكومية تتبع سياسة ترتكز أساسا على تكريس واستهداف الطبقة المتوسطة التي لم تعد لديها القدرة لمواجهة تكاليف الحياة، فضلا عن تعزيز الفوارق الاجتماعية واعتماد سياسة الليبرالية المفرطة.

وقال بركة:”الفوارق التي خفضناها خلال حكومة عباس الفاسي ارتفعت من جديد إلى 46 في المائة، 20 في المائة من المواطنون يستحوذون على 54 في المائة من الدخل القومي، 80 في المائة من المغاربة يوزعون فيما بينهم 46 في المائة وهو أمر غير مقبول سيؤدي بنا إلى كارثة اجتماعية”.

واتهم الأمين العام لحزب الاستقلال الحكومة بدعم المقاولات الكبرى على حساب المقاولة الصغرى والمتوسطة التي تخلق فرص الشغل للمغاربة.

واشار بركة إلى اعتماد سياسات تخلق فوارق مجالية بين العالم القروي والحضري وداخل الجهات، لافتا إلى أن جهة تطوان- الحسيمة على سبيل المثال شهدت تطورا مهما لكن مدينة تطوان لم تستفد إطلاقا من هذا التطور الحاصل، في ظل ارتفاع نسبة البطالة في المدينة في أوساط الشباب وغيرهم.

وطالب القيادي الحزبي الحكومة بالقطيعة مع التهرب من المسؤولية، علما أن الدستور منحها كل الاختصاصات المطلوبة، منها تعيين المدراء والكتاب العامين وإقرار قوانين تنظيمية وأخرى مرتبطة بالدفاع الوطني والعلاقات الدولية وغيرها، لكنها تتنصل من مسؤولياتها وتتعذر بعدم القدرة على العمل وبذل أي مجهود، والحال أن المواطنين يصوتون على الأحزاب لتطبيق برامجها الانتخابية والنهوض بأوضاعهم وأوضاع بلادهم.

وانتقد بركة تباطؤ الحكومة في التأسيس لسياسة مندمجة للشباب وكذا التهييء للنموذج التنموي الجديد الذي امتد لسنة دون جدوى، مما اضطر الملك لإنشاء لجنة خاصة بهذا النموذج، إلى جانب تدخله لتسهيل عودة مغاربة الخارج.

وزاد مبينا:”لولا القرار الملكي بهذا الشأن كنا سنجل كارثة سياحية مرة أخرى، فالحكومات في أي بلد تجهز لأشهر قبل انطلاق المواسم السياحية، واستهتار الحكومة يبين تهربها من المسؤولية”.

وسجل بركة استغرابه من تبخيس الاحزاب السياسية، وهو مسلسل يتطور ويشهد أنواعا متغيرة، بوجود حنين واضح للتقنوقراط وإمكانية قيادتهم للبلاد في مراحل مقبلة، في غياب من يؤمنون بالديمقراطية.

وذكر الأمين العام لحزب الاستقلال أن حزبه يقدم اقتراحات قابلة للتنفيذ ببرنامج انتخابي ذو مصداقية.

وقال بركة:” نحن مقبلون على محطة صعبة خاصة بالتحول الذي نريده لبلادنا والتي تحتاج لنفس جديد، فالصراع وصل مستويات غير معهودة، من خلال التفكير في المراتب بشراء الذمم عوض الأفكار والبرامج وهو ما خلق مشكلا كبيرا بالنسبة لبلادنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى