بنعمر: التغيرات المناخية تقوض الاستقرار بعدد من مناطق أفريقيا

قال إدريس بنعمر، رئيس مركز البحوث والدراسات الجيوستراتيجية “أطلنتيس”، إن مشكل التغيرات المناخية يمثل “تحديا دوليا ويساهم في تقويض الاستقرار بعدد من مناطق أفريقيا الفقيرة ويضاعف التحدي الأمني بها”.

واعتبر بنعمر في كلمة ألقاها في افتتاح منتدى الأمن الإفريقي، حول موضوع “تأثير التغير المناخي على الأمن في إفريقيا”، الذي انطلقت أشغاله اليوم الإثنين، في الرباط، أنه إذا لم يتم التدخل للحد من انعكاسات التغيرات المناخية، أو التخفيف من آثارها فإن الدول الأفريقية “ستواجه تحديات كبرى من شأنها تقليص هامش تحركها وتصاعد حدة التوتر والصراع فيعا”.

وأكد المتحدث ذاته بأن التغيرات المناخية أدت إلى “تصاعد التوتر في بعض المناطق بالقارة الإفريقية وبروز مشاكل أمنية عديدة”.

وأضاف بن عمر الذي ينظم المؤتمر في إطار شراكة بين مركز “أطلنتيس” الذي يترأسه، والمنتدى الدولي للتكنولوجيا الأمنية، أن الظواهر المختلفة تؤثر “سلبا على مصادر المياه والمنتوجات الفلاحية، وازدهار إفريقيا”، مؤكدا أنها تؤدي إلى “احتمالات النزاع حول الموارد المائية، التي قد تستخدم أحيانا كسلاح، وتنامي حركات الهجرة وما يترتب عليها من آثار اقتصادية واجتماعية وسياسية”.

وطالب المتحدث ذاته، بضرورة التفكير “الجدي” في نموذج جديد للتعاون بين الدور الإفريقية يجعلها قادرة على رفع التحديات الأمنية والبيئية التي تحدق بها وبشعوبها، مشددا على أن تسارع وتيرة التغيرات المناخية في السنوات الأخيرة كارتفاع مستوى البحار وذوبان الثلوج تخلف “نتائج غير مسبوقة على المستوى الأمني”، حسب تعبيره.

وأكد بنعمر أن المؤتمر يسعى إلى خلق فضاء لتبادل الخبرات والتجارب والأفكار بين أطر المؤسسات الحكومية ومؤسسات البحث العلمي والمقاولات الخاصة، وذلك في عمل استشرافي لبلورة حلول للتحديات التي يرتقب أن تواجهها دول القارة الأفريقية في 2050.

من جهته، أقر جان لوي بورلو، الرئيس المؤسس لجمعية “الطاقة من أجل إفريقيا”، بصعوبة التغلب على التحديات التي تطرحها التغيرات المناخية في أفريقيا، وأكد أن 65 بالمائة من سكان القارة السمراء ليست لهم مصادر الطاقة.

وأضاف بورلو أن “حديث البعض سواء سياسيين أو غيرهم عن تعميم الطاقة على سكان أفريقيا مجرد كذب”، مشددا على ان هذا الأمر يتطلب تمويلات ضخمة يصعب توفيرها في ظل الالتزامات الدولية الضعيفة في هذا المجال.

واعتبر المتحدث ذاته أن أفريقيا “لا تتوفر على التقنيات الضرورية اللازمة لمساعدتها على تعميم الطاقة على كافة المواطنين مثل الدول المتقدمة”، ودعا الدول الأوروبية إلى تحمل مسؤوليتها في “توفير الدعم اللازم لدول وشعوب أفريقيا التي أعتبرها مستقبل أوروبا”.

وأفاد بورلو بأن نذرة الموارد المائية يشكل ضغطا على القارة الأفريقية، لافتا إلى أن هناك “من يستعمل الماء في الحروب كما حدف في دولة مثل نيجيريا بين القبائل وهذا يسهم في زعزعة الاستقرار في هذه المناطق”.

وحث بورلو على ضرورة البحث عن شركاء جدد ل”توفير الموارد المالية اللازمة لمكافحة التغيرات المناخية”، مطالبا العالم بالتآزر والتكاثف من أجل حماية الغطاء الغابوي لحوض الكونغو الذي اعتبره “رئة العالم الثانية إلى جانب غابة الأمازون”، كما دعا لتعزيز التربية على قيم البيئة.

ويناقش المنتدى الذي ينظم برعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس على مدى يومين، موضوعات الأمن الغذائي وتدبير الماء، والنمو الديموغرافي والتنمية الفلاحية، بالإضافة إلى “حلول استباقية لمشاكل المستقبل”، وهي جلسات ستعرف مشاركة خبراء ومسؤولين في مؤسسات حكومية وخاصة يمثلول حوالي 70 بلدا من مختلف أنحاء العالم.

كما يرتقب أن يعلن المنتدى في ختام أشغاله إطلاق الشبكة الأفريقية للامن والمجموعة المتخصصة، والتي يتوقع أن تشكل إضافة نوعية لمواكبة التحديات التي تواجهها العديد من دول القارة على مستوى تدبير الأمن والاستقرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى