الصديق معنينو: ظلمنا الحسن الثاني
نادية عماري
قال محمد الصديق معنينو، الكاتب والصحفي المغربي، إن مختلف الكتب والمؤلفات التي تناولت سيرة الملك الراحل الحسن الثاني ظلمته، لكونها ركزت فقط على حياته السياسية و أغفلتالجانب الإنساني.
وأفاد معنينو في كلمة ألقاها بمناسبة حفل تكريمه الذي أقامته وكالة المغرب العربي للأنباء، مساء الثلاثاء، بالرباط، بمناسبة صدور الجزء السادس والأخير من مذكراته( أيام زمان)، أن الحسن الثاني كان إنسانا عظيما، أعاد للمغاربة جزءا من هويتهم الوطنية، من خلال إعادة الاعتبار للزي المغربي والطقوس التقليدية في حفلات زفاف الأميرات، مما جعل المواطنين يسيرون على نفس النهج لاحقا، فضلا عن حضور الأطباق المغربية في الاحتفال بالمناسبات الوطنية.
وأشاد معنينو بحنكة الملك الراحل الحسن الثاني في التعامل مع العديد من القضايا والأحداث الوطنية، أبرزها المسيرة الخضراء، التي شكلت فكرة عبقرية لم تأخذ المساحة التي تستحقها من وسائل الإعلام.
وقال إنها شكلت قنبلة كان لها صدى في العالم، فاجأت الأصدقاء والأعداء، في إشارة إلى الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، الذي عبر عن غضبه الشديد حينما تابع خطاب الملك الحسن الثاني الذي أعلن فيه عن المسيرة الخضراء، مما جعله يقوم بالسب والشتم وذلك في حضور شهود.
وأشار إلى نهج الملك الراحل لدينامية جديدة قبل وفاته، شملت إحداث المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان و إطلاق سراح معتقلين سياسيين إضافة إلى عقد لقاءات مع أحزاب سياسية.
وزاد قائلا: “أظن أن الملك حينها وصل لقناعة تفيد بضرورة وضع حد نهائي للمعركة القوية بين النظام والمعارضة، وهو ما ساهم في إحداث حكومة التناوب التوافقي بقيادة عبد الرحمان اليوسفي، كشخصية لها وزنها على المستوى الوطني والدولي”.
واعتبر الإعلامي المغربي أن المذكرات تشكل وسيلة فعالة لمحاربة النسيان وتجاوز أي قطيعة يمكن أن تحدث بين الأجيال، للمحافظة على الروح الوطنية.
من جهته أبرز المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء خليل الهاشمي الإدريسي، في شهادته في حق المحتفى به، أن الكاتب والصحفي محمد الصديق معنينو بصم على مسار إعلامي متميز منذ سنة 1969، مشيرا إلى أن المحتفى به وظف الصوت والصورة بذكاء وثقافة عالية ليرسم لنفسه مسارا لافتا في المشهد الإعلامي توج بتوليه منصب مدير التلفزيون المغربي.
وأوضح الهاشمي الإدريسي أن هذا التكريم المتواضع نابع من التقدير الذي يحظى به معنينو نظير إسهاماته التي أغنى بها مهنة الصحافة في سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
واستحضر المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء السنوات التي عمل فيها المحتفى به في تغطية الأنشطة الملكية على عهد الملك الراحل الحسن الثاني، إلى جانب تغطيته لحدث المسيرة الخضراء بكل حماس وحس وطني، وما أثاره هذا الحدث في نفسه من ملاحم الكفاح الوطني، مشيرا إلى الاحترام الذي كان يحظى به من زملائه ورؤسائه ومن المواطنين.
من جهته، قال الصحفي والمدير العام السابق لشركة “سابريس” للتوزيع والنشر محمد برادة، إن المحتفى به منارة شامخة بصمت الذاكرة الوطنية والفكر والإعلام المعاصر للمملكة وأثرت الثقافة والإعلام بعطائها المستمر.
واستعرض برادة خصال المحتفى به الإنسانية وإبداعه الفني والفكري والأدبي وشخصيته المفعمة بحب الوطن والعمل على خدمته بتفان وإخلاص، وما تحمّله من مهام جسيمة وذات حساسية بالغة ناضلت فيها الصحافة من أجل الدفاع عن المكتسبات والحريات والديمقراطية بإمكانيات متواضعة.
أما الإعلامي طالع سعود الأطلسي فلفت إلى أن معنينو استلهم من تجربته كمعلم مهارات التلقين والشرح ووسائل الإيضاح، ونال إعجاب المغاربة، معتبرا أن تغطيته لحدث المسيرة الخضراء سنة 1975 بكل حماس عكست الاندفاعة الوطنية الشعبية لاسترجاع الأقاليم الصحراوية المغربية.
وأضاف الأطلسي أن كتاب “أيام زمان” يتضمن في الآن نفسه سيرة ذاتية وسيرة غيرية أو مذكرات، إلى جانب قراءات في وقائع السياق الذي يؤطرها، وهو بذلك يغني وييسر التأريخ للمغرب المعاصر.
وشكل الحفل مناسبة لتسليط الضوء على جوانب وتفاصيل رافقتصدور الجزء الأخير من سلسلة “أيام زمان” لمعنينو، وهيسلسلة من مذكرات يحكي فيها زمن طفولته بطنجة، ثم بمدينة سلا، والأحداث التي عاشها كإعلامي.
وخصص الجزء السادس بعنوان “الخصم والصديق”، لرصد تفاصيل عن السنوات الخمس الأخيرة من حياة الملك الراحل الحسن الثاني.
ويتضمن الكتاب، الذي يقع في 326 صفحة من الحجم المتوسط، مجموعة من المواضيع التي جاءت ضمن ثمانية عناوين كبرى تحت مسمى “تمر الأيام”، و”سنوات الأمل”، و”من الثورة إلىالثروة”، و”المخاض”، و”في قبة العرش”، و”نهاية المطاف”، و”الباقيات من البصريات”.
وإلى جانب “الخصم والصديق”، تتكون سلسلة “أيام زمان”، خمسة أجزاء أخرى هي علىالتوالي “موكب السلطان” و”الفتح المبين” و”معركة الوجود”و”السنوات العجاف”، و”خديم الملك”.