دعوات لتجاوز الخلافات وتعزيز التعاون بين دول العالم الإسلامي

إشادة بأدوار المغرب في الدفاع عن القدس وفلسطين

أشاد الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، وزير الخارجية السعودي، بالمواقف التاريخية للمملكة المغربية للتعريف بقضية القدس الشريف، منوها بجهود العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، خلال رئاسته للجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي.

وأضاف وزير الخارجية السعودي في كلمة القاها اليوم الخميس، في احتفالية الرباط بنصف قرن من تأسيس منظمة التعاون الإسلامي، أن جهود العاهل المغربي الراحل من أجل القدس يضطلع بها حاليا “الملك محمد السادس للتعريف بقضية القدس الشريف ومكانتها التاريخية والرمزية في قلوب كل المسلمين”.

وأكد بن فرحان أن منظمة التعاون الإسلامي حددت أهدافها الشاملة في “تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في جميع المجالات، وتنسيق جهودها الرامية إلى المحافظة على المقدسات الإسلامية”، موضحا أنها تسعى بالأساس إلى “دعم كفاح الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المسلوبة، ومناهضة التمييز العنصري، ودعم السلم والأمن الدوليين القائمين على الحق والعدالة، وهو ما جعل منها بيتا جامعا للعمل الإسلامي المشترك وصوتا موحدا للأمة الإسلامية”.

وأبرز سعي المملكة العربية السعودية الدائم وراء “تقوية وتعزيز عمل المنظمة، ودعم العمل الإسلامي المشترك مع الدول الأعضاء والأمانة العامة لتحقيق آمال وتطلعات شعوب الأمة الإسلامية لما فيه الخير والاستقرار”.

من جهته، دعا مولود تشاووش أوغلو، وزير الخارجية التركي، إلى التجاوب الإيجابي مع تطلعات الأمة، معتبرا أن “التضامن الإسلامي وتوثيق أواصره يكتسي أهمية جوهرية في الدفاع عن القضايا الكبرى للأمة، وعلى رأسها دعم صمود الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات الإسلامية بالقدس الشريف”.

وأوضح أوغلو أن منظمة التعاون الإسلامي تشكل “الإطار الأمثل للتضامن والتعاون والوحدة بين شعوب الأمة الإسلامية”، ودعا إلى تقوية جهودها ل”مواجهة كل ما يمس المسلمين عبر العالم، والدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة التي تعاني في بعض البلدان من مظاهر العنصرية والتمييز العرقي على أساس الدين”.

بدوره، اعتبر يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أن المنظمة تحملت منذ تأسيسها مسؤولية “توحيد جهود الدول الإسلامية في جوانبها السياسية والاقتصادية والعلمية والفقهية والثقافية والاجتماعية والإنسانية ودعم الأقليات المسلمة حول العالم”.

وأوضح العثيمين أن المنظمة سجلت “العديد من المنجزات، التي سيحفظها التاريخ بأحرف من نور، مسترشدة بتعاليم ديننا الحنيف وقيمنا الإنسانية وما نص عليه ميثاق منظمتنا الكبيرة”، مؤكدا أنها “انتهجت في ملفات الأزمات، أسس الحوار والتشاور وأساليب الوساطة وحل المشاكل بالوسائل السلمية في سبيل درء التهديدات والأخطار، بما يسهم في تحقيق الأمن والسلم الدوليين”.

كما لفت إلى أن المنظمة قامت بدور فاعل في “الجهود الدولية لمكافحة آفتي الإرهاب والتطرف اللتين تهددان العالم”، وأبرز أن دعم وتعزيز التضامن بين الدول الإسلامية يندرج ضمن “تصور تكاملي يشتمل على عدة مفاهيم، من أهمها صون وحماية المصالح المشتركة، ومناصرة القضايا العادلة للدول الأعضاء، وفي صدارتها قضية فلسطين والقدس الشريف التي تشكل قلب اهتمامات المنظمة”.

من جهته، قال مامادو تنغارا، وزير الخارجية والتعاون الدولي والغامبيين في الخارج، “رغم الجهود التي تبذلها المنظمة، فإنها لا تزال تواجه تحديات تتصل أساسا بتشجيع الاستثمار، والبنيات التحتية، وتمكين المرأة، والاهتمام بالتكنولوجيا، إضافة إلى رهانات تتصل بالتصنيع والماء والطاقة وتدبير النفايات”.

ودعا تنغارا إلى ضرورة تعزيز “العلاقات مع بعض المنظمات الدولية وإدخال إصلاحات جديدة لتنمية العمل الإسلامي المشترك”، كما طالب ب”التوزيع العادل للعمل داخل المنظمة على كل الدول، واحترام سيادة الدول الأعضاء”.

وأشاد مسؤول خارجية غامبيا بالجهود التي تبذلها منظمة التعاون الإسلامي لمعالجة المشاكل التي تواجهها الدول الأعضاء، خاصة من خلال برامج مكافحة الفقر، ومكافحة الإرهاب والتطرف ورفع تحديات القرن ال21.

وشهدت الاحتفالية حضور ممثلي الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، فضلا عن وزراء في الحكومة المغبية وممثلي منظمات إسلامية شريكة، والبعثات الدبلوماسية في الرباط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى