بنعبد الله يهاجم أحزاب الغالبية بسب استمرار الخلافات وتأجيل الإصلاحات

وجه نبيل بنعبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية المغربي المعارض، انتقادات حادة لحكومة سعد الدين العثماني والأحزاب المشكلة لها، معتبرا أن السمة الأساسية للغالبية هي “عدم الانسجام واستمرار الصراع بين مكوناتها”.

وقال بنعبد الله في عرض سياسي قدمه أمام أعضاء اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية في دورتها الخامسة، اليوم السبت، “نتابع للأسف كيف أن الأغلبية تُمْعِنُ في إخلاف موعدها مع مُباشرة الإصلاحات الكبرى والأساسية؟”.

وأضاف أمين عام “التقدم والاشتراكية” مهاجما حزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش، من دون أن يسميه “نتابع كيف أن بعض مكونات هذه الغالبية مُتمادٍ في ادعاء بطولات مؤجلة إلى ما بعد 2021؟”، في إشارة إلى الوعود التي يطلقها قادة “التجمع الوطني للأحرار” لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه المغرب في حال تصدره نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة.

وزاد بنعبد الله مهاجما: “كيف أن البعض الآخر يستمر بشكل باهت، وبلا التزام، ضمن أغلبية لطالما عارض تماما أي تواجد إلى جانب الحزب الذي يرأسها؟”، في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي الذي طالته انتقادات واسعة بإصراره على الاستمرار في الحكومة.

ولم يسلم حزب العدالة والتنمية بدوره من انتقادات بنعبد الله وإن بدرجة أقل حدة، حين قال: “ثم كيف أن البعضَ الآخر من هذه الأغلبية فَــقَـــدَ الكثيرَ من حماسته إلى التغيير واستسلم إلى الواقع كما هو؟”.

وأكد المتحدث ذاته استمرار “غلبة الضبابية والالتباس والارتباك والحيرة والقلق والانتظارية على فضائنا الوطني العام، أمام هَوْلِ الفراغ والجمودِ والعجز الواضح عن تحريك الأوضاع وتبديدِ المخاوفِ والتساؤلاتِ لدى مختلف الأوساط والشرائح والطبقات”.

وتحدث بنعبد الله عن حكومة سعد الدين العثماني الثانية، وقال “لا جديد لاح في الأفق، ولا نكهة سياسية للحكومة الحالية، ولا تصريح سياسي أعلنته بخصوص توجهاتها الجديدة، ولا مبادرات من قِبلها لتجاوز صورتها الباهتة، أو لتوضيح الغموض الذي يَــلُــفُّ عملها”، مشددا على أن جميع المؤشرات ترشح الخلافات بين مكوناتها ل”مزيد من التفاقم كلما اقتربنا من موعد الانتخابات المقبلة”.

وزاد مهاجما الحكومة “لا شيء تغير إيجابا، مما يؤدي إلى مزيد من الاحتقان، وإلى مزيد من الغضب، ومزيد من الإفرازات المجتمعية الحانقة، وإلى مزيد من الرغبة في مغادرة الوطن، أو على الأقل الاستقالة من قضاياه”، موضحا أن الأكثر إثارة للمخاوف والانتباه، هو ما يفرزه “وضعُ الجمود الحالي المتسم عموما بالانسداد وتراجع منسوب الثقة في العمل المؤسساتي وفي آلياته، بسبب الفراغ المُحدث، من أشكال عفوية وغير منظمة للاحتجاج، ومن صيغٍ جديدةٍ للتعبير تأخذ للأسف أحيانا أبعادا تمس بالثوابت الوطنية”.

ودعا بنعبد الله اإلى تبني “قراءة متمعنة ومسؤولة لهذه التمظهرات، والسعي نحو بلورة الصيغ الملائمة من أجل احتضان وتأطير المَطالب والاحتجاجات والإنصات إليها، وتحويلها إلى فعلٍ إيجابي ومُنظم، عوض الإصرار على تكريس الفراغ الذي لا يفسح المجال سوى أمام تنامي التعبير العفوي عن الرفض والغضب والقلق بشكل غير محسوب العواقب”، مجددا تشبث حزبه بالدعوة إلى “ضخ نَفَسٍ ديموقراطي جديد في حياتنا الوطنية العامة، وإنعاش الحركة الاقتصادية، ومراجعة نظام توزيع الثروة الوطنية بما يضمن شروط الكرامة بالنسبة لجميع المواطنات والمواطنين على قدم المساواة وبتكافؤٍ في الفرص، وإحداث شروطِ الانفراج، وتصفية الأجواء المرتبطة بظاهرة الاعتقال”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى