بركة: الحكومة محميات كبرى تستقوي على بعضها البعض
نادية عماري
وصف نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المعارض، الحكومة بالجزر المفككة والمحميات الكبرى التي تستقوي على بعضها البعض أمام هشاشة مؤسساتها، لتصبح المشكل الحقيقي في البلاد عوض عملها على حل مشاكل المغاربة.
وأفاد بركة في كلمة ألقاها ضمن أشغال الدورة الخامسة للجنة المركزية للحزب، السبت، بعدم قبول المس بثوابت الأمة من طرف بعض الأصوات الشبابية المعدودة.
وزاد قائلا: “نحن كحزب لا يمكن أن نقبل ذلك، لكن هذا الأمر لا يشكل تهديدا على استقرار البلاد لأننا متشبثون بالملكية منذ 12 قرنا، فهي التي تضمن استقرار البلاد و تعمل على حماية الدين وضمان مصالح المواطنين وتماسك مكونات المجتمع”.
وأوضح أن المغاربة متشبثون أكثر من أي وقت مضى بقيمهم وثوابتهم الوطنية بحكم الإنجازات الكبرى التي شهدتها البلاد مقارنة مع ما يقع في دول الجوار والدول العربية.
وفي رده على تصريح سابق لرئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، والذي توعد فيه بإعادة تربية المواطنين، ممن يمسون بالثوابت الوطنية، قال بركة: “إذا كانت الحكومة عازمة على خدمة البلاد بشكل مسؤول وحقيقي، عليها الابتعاد عن السب والشتم، والعمل على خدمة الشعب ومصالح المواطنين وتوفير وسائل الارتقاء الاجتماعي وتحسين الوضعية المعيشية ومواجهة إشكالية القدرة الشرائية وبعث الثقة في النفوس”.
ودعا، في السياق ذاته، مكونات الحكومة إلى تغيير سياستها بكيفية جذرية من أجل تعزيز الاستقرار واسترجاع الثقة، بعدم الاستمرار في إفقار الطبقات المتوسطة وحمايتها من جشع الشركات الكبرى واللوبيات، وتجنب التحامل الضريبي على المقاولات والمهن الحرة، مما يؤثر سلبا على ارتفاع وتيرة الاستثمار.
وقال بركة: “لا يمكنها الاستمرار في ضرب مصداقية المؤسسات الدستورية كالمجلس الأعلى للحسابات وترك تقاريرها في الرفوف وعدم ربط المسؤولية بالمحاسبة، فضلا عن تعميق الفوارق الاجتماعية مما يؤدي لتطاحن بين طبقات المجتمع وتهديد الاستقرار”.
واتهم المسؤول الحزبي الحكومة بالتهرب من مسؤوليتها وتنفيذ الاختصاصات التي منحها لها الدستور، باعتبارها المسؤولة عن قطاعات حيوية تشمل الصحة والبطالة والتعليم، وهو ما تغفله باستمرارها في الصراعات الداخلية بين مكوناتها وكيفية تحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة.
وطالب بضرورة إشراك الشباب في التنمية واتخاذ القرار ورد الاعتبار لهم كفرصة وطاقة وطنية هائلة، وجب إدماجها في سوق العمل وتحفيزها، عوض السب والشتم والإقصاء.