سبيلا: تاريخنا فقير في إنتاج صحفيين كبار

حفل تكريمي لشخصيات ثقافية وإعلامية مغربية

نادية عماري

في أجواء احتفالية، تم مساء الجمعة، تكريم شخصيات مغربية في مجال الثقافة والأدب والإعلام، تقديرا لمسارها وإسهاماتها المتميزة.

وشمل الاحتفال الذي نظمته الرابطة المغربية للصحافة الثقافية بشراكة مع المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، تكريم كل من الكاتب والمفكر محمد سبيلا والإعلاميين فاطمة التواتي واسمهان عمور وسعيد عاهد.

وأفاد رئيس الرابطة محمد جليد، في كلمة ألقاها بالمناسبة، بضرورة النهوض بالميدان الثقافي المغربي بهدف محاربة التفاهة والابتذال الحاصلين، من خلال برامج تفتقد للحس الفني والفكري وتعبر عن حالة من الانحطاط الأخلاقي.

وأشاد المفكر المغربي محمد سبيلا، بما أسماه الدور التنويري الذي لعبته الصحافة في تاريخ الثقافة المغربية، حيث أنها لم تسقط يوما في التحليل الأسطوري للأحداث الوطنية والدولية، بل دعمت التوجهات العقلانية وبشرت بها ضمنيا.

وقال متسائلا: “لماذا لم تتطور الصحافة بالمغرب لتنتج لنا قامات صحفية كبيرة، كما هو الحال في مصر بالنسبة لحسنين هيكل ودول غربية رائدة، هذا يفيد بأن تاريخنا في هذا المجال فقير مقارنة مع سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، فهل هي يا ترى مسؤولية الدولة أو المجتمع أو النخبة؟”.

وأوضح أن علمه بتأسيس الرابطة جعله يتذكر التاريخ الطويل والمضني للصحافة الثقافية في المغرب، علما أنهما توأمان يكمل بعضهما الآخر، فالصحفي الجيد لا يمكن أن يتطور إلا إذا تملك لمستوى ثقافي عال.

من جانبها، قالت الإذاعية اسمهان عمور إن عمل العديد من الإعلاميات في الإذاعة المغربية كان يتسم بالتضحية وروح التحدي، علما أن الكثيرات منهن لم يواكبن مراحل نمو أبنائهن بسبب انشغالاتهن.

وعبرت الصحفية فاطمة التواتي عن اعتزازها بالعمل في المجال الإعلامي لأكثر من 30 سنة، مكنتها من التعرف على المغرب من شماله إلى جنوبه، فضلا عن الاحتكاك عن قرب بمبدعيه وفنانيه.

ودعت الرابطة لتنزيل برامج الإذاعة والتلفزيون المغربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، باعتبارها إرثا لكل المغاربة وذاكرة لهم.

وعن إحدى طرائف عملها، تحكي التواتي: “كنت بصدد تغطية مهرجان بابل بالعراق منذ سنوات مضت، لأفاجأ في نهاية زيارتي للبلد بأخذ السلطات العراقية لأشرطة قمت بإنجازها حول ثقافته وحضارته، كان عدي ابن صدام حسين حينها مديرا للإذاعة هناك، قوبلت بتعنت الجهات الأمنية التي طلبت مني الذهاب للمطار ومغادرة البلاد، فأجبتهم أموت هنا ولا أتخلى عن الأشرطة، لأتمكن أخيرا من الرجوع لبلدي رفقة 20 شريطا لم تسلم من مقص الرقابة”.

الجدير بالذكر أن الاحتفالية عرفت مشاركة كل من الفنانة سعيدة فكري وعازف العود عبد الحق تيكنوين بوصلات غنائية وموسيقية، لاقت استحسان الجمهور الحاضر، إضافة إلى تقديم شهادات بحق المحتفى بهم من طرف زملاء وأشخاص عاصروهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى