نجوم السينما المغربية يلتقون نزلاء السجن المحلي بالعيون
ضمن فعاليات مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ
في مبادرة تعد الأولى من نوعها، نظم المركز السينمائي المغربي لقاء سينمائيا جمع ثلة من الفنانين بنزلاء السجن المحلي بمدينة العيون (جنوب البلاد)، على هامش المهرجان الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني بالمدينة، والذي تختتم فعالياته اليوم الأحد.
وشكل اللقاء فرصة لتواصل النزلاء مع أبطال فيلم “كورصا”وهو من بطولة بشرى أهريش، وعز العرب الكغاط، ومحمد خويي، وإخراج عبد الله توكونة الملقب بـ”فركوس”، حيث أتيحت لهم الفرصة لمشاهدته بشكل جماعي.
وشهد اللقاء تكريم الفنانين الحاضرين تقديرا لمسارهم الفني الحافل، بتميزهم في أدوار مختلفة في السينما والمسرحىوالتلفزيون، وهو ما لقي تفاعلا كبيرا من طرف نزلاء المؤسسة السجنية بالتصفيق والترحيب.
ويتزامن تنظيم المبادرة مع الاحتفال باليوم الوطني للسجين الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي في المجتمع المغربي بضرورة العملمن أجل إعادة الإدماج الاجتماعي والمهني للسجناء من أجل الحفاظ على كرامتهم وإعدادهم لتحمل مسؤولياتهم الشخصية والعائلية والاجتماعية بشكل أفضل من خلال العمل على استفادتهم من برامج التعليم والتدريب لضمان عيش كريم.
وأشاد الفنانون المكرمون بمبادرة المركز السينمائي المغربي التي تندرج في إطار اتفاقية وقعها مع المندوبية العامة لإدارة السجون السنة الماضية، والتي يسمح بموجبها للنزلاء بالاحتكاك بالمجالات الفنية، كوسيلة لإعادة تأهيلهم، وتجنب ارتكاب أفعال إجرامية، في التفاتة من شأنها تغيير مسار حياتهم للأفضل، خاصة بالنسبة للقاصرين.
وحول خصوصية هذه المبادرة الإنسانية، أوضح مدير السجن المحلي بالعيون، حسن بشير، أنها تندرج في إطار الأنشطة الثقافية التي تنظمها المؤسسة السجنية من 9 إلى 20 ديسمبر بمناسبة الاحتفال بالأيام الوطنية للسجين.
وقال في تصريح لوكالة الأنباء الأفريقية”أبا” إن هذه الأنشطة التي شهدت مشاركة 140 سجينا منهم 66 قاصرًا و 13 امرأة، تعكس مناخ الإخاء والود الذي يربط بين هؤلاء النزلاء وبيئتهم الخارجية، يغلب عليها الطابع الإنساني فيما يتعلق بإعادة التأهيل والإدماج.
ويعتزم المركز السينمائي المغربي تنظيم تظاهرات مماثلة في مختلف المهرجانات السينمائية، بهدف تقريب النزلاء من الأنشطة الثقافية والفنية وإشراكهم بشكل فعلي في الحياة المجتمعية، كإجراء تحفيزي لتعزيز علاقتهم مع العالم الخارجي وتيسير إدماجهم في النسيج الاقتصادي والاجتماعي.
ويتمحور فيلم”كورصا” حول شخصية تدعى المعطي يملك سيارة لنقل الأموات، يكلف بنقل جثة رجل ثري من مراكش إلى تطوان (شمال)، فيأخذ معه زوجته الحامل في شهرها الأخير في هذه الرحلة الطويلة المحفوفة بالكثير من الأحداث، يصطدم فيها بمواقف متناقضة تعكس جشع وأنانية عائلة الراحل.