رأس السنة الميلادية بالمغرب: أجواء احتفالية وطقوس خاصة

مراكش تشكل قبلة السياح الأجانب ومشاهير العالم

نادية عماري

دأب العديد من المغاربة على استقبال السنة الميلادية الجديدة باحتفالية تروم نشر الفرح والبهجة، من خلال الحرص على اقتناء الهدايا والحلويات.

بهجة بطعم الورد والشوكولاتة

الساعة تشير إلى الواحدة زوالا من يوم الجمعة، على بعد أيام قليلة من حلول العام الجديد، يحرص الحاج محمد على وضع آخر اللمسات على باقات الورد بألوانها الزاهية، استعدادا لعرضها في محله الكائن وسط العاصمة الرباط، بنشاط وحيوية كبيرة يقوم بترتيبها وفق أسلوب جميل يغري الناظرين.

يقول الحاج محمد ل”صحراء ميديا المغرب” إن الإقبال على شراء الورود يكون عادة في الأيام التي تسبق حلول العام الجديد، وهو ما جرت عليه العادة في الماضي، إلا أن الأمر اختلف نسبيا في السنوات الأخيرة، حيث أصبح الإقبال ضعيفا، رغم الأسعار المناسبة التي تعتبر عموما في متناول الجميع، والتي تتراوح ما بين 60 و 70 درهما، باستثناء أنواع أخرى كالأوركيد التي يتراوح سعرها ما بين 200 و300 درهم.

تعد المناسبة فرصة سانحة لتبادل الهدايا بين الأزواج والأقارب كل حسب قدرته الشرائية، في ظل تنوع المنتوجات المقدمة إرضاء لجميع الأذواق.

تقول صاحبة محل لبيع الشوكولاتة في الرباط إن الزبائن أصبحوا أكثر تطلبا في ظل تسجيل إقبال متزايد على اقتنائها في المناسبات الخاصة كرأس السنة الميلادية وسان فالنتاين، وهو ما دفعها لاعتماد “كاتالوغ” يتم وضعه بشكل سنوي ومتاح للجميع، من أجل الاطلاع على الأصناف المعروضة.

وحول الأسعار الخاصة بقطع الشوكولاتة، تشير إلى أنها تتراوح ما بين 170 درهما لربع كيلو إلى 680 درهما للكيلو الواحد.

هدايا ودلالات

تتزين واجهات المحلات التجارية في شوارع المغرب بالأضواء وأشجار الميلاد بأحجام مختلفة، وتعمل على عرض الملابس والهدايا والإكسيسوارات النسائية بأسعار تفضيلية في إطار موسم التخفيضات.

بالنسبة لتوفيق، البائع في محل للهدايا، فإن المواطنين يقبلون بكثافة على شراء الملابس التقليدية والساعات اليدوية والعطور فضلا عن دمى على شكل دببة بأحجام وأشكال متنوعة.

ويقول توفيق إن الفتيات يقبلن أكثر من الرجال على اقتناء الهدايا، حيث يحرصن على أدق التفاصيل، منها وضع أسماء من سيتلقون الهدية ضمن علب مزركشة تضم الهدايا مصحوبة بقطع حلوى وزهور يجري نثرها بشكل متساو وفق شكل محدد حسب العلبة سواء كانت على شكل قلب أحمر أو أشكال أخرى مميزة.

ويعتبر توفيق أن الأسعار المنخفضة تشجع الزبناء على الإقبال على شراء الهدايا، كل حسب قدرته، في ظل وجود أشخاص يكتفون فقط باقتناء علب يضعون فيها هدايا بسيطة لكنها تحمل معان رمزية ودلالات قوية لصاحبها.

مراكش الوجهة المفضلة

تعتبر مدينة مراكش من أكثر الوجهات المفضلة لدى السياح المغاربة والأجانب لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية نظرا لتوفرها على مؤهلات طبيعية متميزة فضلا عما يتيحه العرض السياحي من تنوع للبنيات من فنادق ودور للضيافة، في ظل حفاوة استقبال سكانها وترحيبهم الدائم بالضيوف.

وحول أجواء احتفالات رأس السنة بالمدينة، يقول مسؤول التواصل بالمجلس الجهوي للسياحة بمراكش، عبد اللطيف أبوريشة، في تصريح لـ”صحراء ميديا المغرب”: “الإقبال عليها يتزايد بوتيرة متصاعدة منذ 30 سنة، فهي تتوفر على جميع وسائل الراحة والترفيه والأمن بالنسبة للسياح وغيرهم ممن يحظون بأوقات مميزة من الاحتفال سواء في الفنادق والمطاعم وكذا الحفلات التي يتم تنظيمها في ساحة جامع الفنا”.

وأوضح أبو ريشة أن السياح المغاربة يأتون في المرتبة الأولى بنسبة 40 بالمائة، يليهم باقي الجنسيات الأخرى الذين يفيؤون إليها بكثافة، منهم على التوالي السياح الفرنسيين والبريطانيين والألمان والإسبان والإيطاليين، بمعدل ملء يصل إلى حدود 60 بالمائة.

وحول عدد السياح المتوقع حضورهم إلى المدينة للاحتفال برأس السنة الميلادية، قال أبو ريشة: “نتوقع قدوم 300 ألف سائح خلال هذا الشهر، علما أن السنة الماضية سجلت 250 ألفا في شهر ديسمبر فقط، أي في حدود 5 ملايين و600 ألف ليالي مبيت”.

وتكتظ المدينة بمشاهير السياسة والفن والرياضة ممن يفضلون قضاء رأس السنة الميلادية في أجواء المدن التاريخية، إذ ستحل بها وزيرة النقل الفرنسية إليزابيث بورن، والفنان العالمي ميتر جيمس الذي يحل ضيفا في حفل مجاني بمراكش بمناسبة العام الجديد، والفنان المصري محمد رمضان ونجوم فن الراب، دادجو ولارتيست والحر وأمينوكس.

وتستقبل المدينة الحمراء مشاهير عالميين في مجالات مختلفة، منهم لاعب اتليتيكو مدريد الإسباني ماريو هيرموسو والمغني الأميركي كيفن كيتس، فضلا عن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي وزوجته كارلا بروني والنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو والكوميديين المغربيين جاد المالح وجمال الدبوز.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى