محاولات جزائرية مستمرة لسرقة التراث المغربي

تسخر الجزائر جهودها على كثير من المستويات للاستيلاء على عدد كبير من أشكال الرأسمال اللامادي للمغرب، من خلال عمل منظم ومخطط له مسبقا في سياق مناوراتها المتكررة ضد المغرب في أكثر من اتجاه.

سطو علني

وأبرز محاولة للسرقة هي تلك التي أعرب عنها رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق أحمد أويحيى، في تصريح صحفي له، عن كون طبق الكسكس ليس مغربيا بل له أصول جزائرية، وهو ما خلف جدلا واسعا حينها خاصة بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب محاولات الجزائر وسعيها الحثيث للاستحواذ على أطباق مغربية تقليدية عديدة وأشكال مختلفة من الفنون الموسيقية، من ضمنها فن الملحون المغربي، ومحاولة احتكار فن الراي الذي اشتهرت به أيضا الجهة الشرقية للمملكة، علما أن مطربه الشهير الشاب خالد أقر في لقاء تلفزيوني سابق أن منشأ الراي الأصلي يوجد في مدينة وجدة المغربية لينتقل لاحقا للجزائر.

وسبق أن نبه الباحث في تاريخ المطبخ المغربي والشيف الراحل حسين الهواري لهول المقالات التي تم تحريفها و ضربت خصوصية الطبخ المغربي من طرف فريق جزائري ممول من طرف أجهزة الدولة الجزائرية، داعيا السلطات المغربية لضرورة التدخل لحماية تراث المملكة.

تشويه للحقائق

أفادت جريدة”لاراثون” الإسبانية في مقال لها بتمويل الجزائر لفريق جزائري إلكتروني للسطو على تراث وتاريخ المغرب في”ويكيبيديا”، عن طريق تعديل مقالات تهم التاريخ المغربي العريق من طرف حسابات تعود لجزائريين قاموا بالسطو على إدارته.

وأشارت الصحيفة إلى تجنيد فريق عمل إلكتروني بالكامل من داخل الجزائر لشن حملات إلكترونية منظمة للسطو على تراث و تاريخ المغرب و نسبه للجزائر، فضلا عن العمل على تلميع صورة النظام والبلاد للرأي العام الخارجي وتشويه صورة المغرب، بربطه بالدعارة والسحر والشعوذة، في عملية قرصنة منظمة بشكل منهجي، من خلال إدخال بيانات خاطئة على مقالات تشمل أساسا البغاء أو الاعتداء الجنسي على الأطفال أو غيرها، في حين يتم تقديم الجزائر على كونها”طاهرة” و”منزهة عن الخطأ والمعاصي”.

جهود حكومية

على صعيد ذي صلة، كشف وزير الثقافة والتواصل والشباب، محمد مهدي بنسعيد، عن عزمه تسجيل أنواع من التراث المغربي، منها الطبخ واللباس التقليدي، كثراث عالمي على لوائح منظمة الأم المتحدة للتربية والعلم والثقافة”يونيسكو”، خلال السنة المقبلة، بعدما جرى أخيرا تسجيل فن”التبوريدة”.

وأوضح بنسعيد أن عملية التسجيل والتحفيظ تتوجب إحداث منصة «Label Maroc» يتم عبرها تسجيل كل ما يتعلق بالتراث المغربي المادي واللامادي، ودفعه أوتوماتيكيا إلى “يونيسكو”.

وأشار الوزير إلى أن تتويج”التبوريدة” يرفع رصيد المغرب إلى 12 عنصرا تراثيا مسجلا على لوائح “يونيسكو”.

واعتبر المسؤول الحكومي أن هذا العدد المهم على الصعيدين الإقليمي والإفريقي، يعكس مجهود المغرب للعناية بموروثه الثقافي اللامادي على مستويات الإحصاء المنهجي، والبحث العلمي، والتوعية، والتثمين، وذلك بتعاون وثيق بين القطاعات الحكومية المعنية، والمجالس المنتخبة، وفعاليات المجتمع المدني.

حرب إلكترونية

يعمل عدد من النشطاء المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي على مقاومة المد الجزائري الساعي للاستيلاء على كل ما هو مغربي، من خلال التعريف به عبر المنصات المختلفة، خاصة تلك التي توفر إمكانية نشر فيديوهات قصيرة، ك”تيكتوك” وغيره، لمواجهة “الذباب الإلكتروني الجزائري”، الذي لا يفوت فرصة من دون محاولة نسب التراث والفن والمطبخ المغربي لبلاده.

ويقوم النشطاء بتداول فيديوهات من دقيقة ل3 دقائق مختلفة، بتخصيص صفحات خاصة للتراث المغربي وأخرى تنشر فيديوهات عن المغرب بين الفينة والأخرى، وهو ما يتحول في كثير من الأحيان لسجال ومناوشات بين الطرفين.

ويقوم هؤلاء النشطاء بالتعريف بالعادات والتقاليد المغربية الأصيلة في اللباس والأكل والعمران والموسيقى وغيرها، مع وضع العلم المغربي، تفاديا لسرقة الفيديوهات والصور ونسبها للجزائر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى