فريد غنام: الفنان المغربي يصبح “منبوذا” إذا قدم إنتاجات مغايرة

نادية عماري

تمكن الفنان المغربي فريد غنام من فرض موهبته الغنائية بأسلوب خاص ومتميز، من خلال تقديم العديد من الإنتاجات الفنية التي شكلت نقلة نوعية في مساره الفني، آخرها أغنية”بالكانة”، التي حظيت بإعجاب جمهور مغربي عريض.

ويقول غنام في لقاء مع”صحراء ميديا المغرب” إن هناك تطوراملحوظا في المجال الفني بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، يتجلى في وجود عدد من الفنانين ممن فرضوا وجودهم عربيا وعالميا ، وهو ما يشكل تشريفا لجميع المغاربة.

وحول سلبيات المجال الفني، يقول غنام :”هي كثيرة، منها عدم منح الاهتمام الكافي بأنواع فنية معينة على المستوى الإعلامي، فمثلا فن”كناوة” الذي أقوم بأدائه يحظى باهتمام أكبر في حفلاتي خارج البلاد، حيث تتم مطالبتنا كفنانين بإظهار تراث بلادنا الذي نعتز به جميعا”.

ويرى غنام أن تأدية فنان ما لنمط مغاير عن السائد في الساحة الوطنية يجعله منبوذا ومحاصرا فقط لأنه مختلف عن الأنماط الفنية الشائعة من بوب وشعبي وغيرهما، وهو ما يفرض إعادة التفكير والالتفات حول الفنان المغربي حتى يتبوأ المكانة التي يستحقها و يحس بأنه سفير فعلي لبلاده في الخارج، وهو أحسن اعتراف يمكن أن يناله الإنسان في مسار حياته.

ويقول غنام إن النجاح الكبير الذي حققته أغنية “بالكانة”سببه أنها ذكرت جمهوره ومتابعيه بمشاركته في البرنامج الغنائي العربي”ذو فويس”، حيث تميز مروره في مختلف أطوار هذه المسابقة العربية بأدائه لشكل خاص، يشمل أغاني الراي العالمية، مما مكنه من تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة حرصت على متابعة أعماله الفنية.

واعتبر غنام أن نجاحها ثمرة تفكير وبحث متواصل وجهود متكاملة لفريق اشتغل بحرفية ومهنية عالية، منهم الكاتب والملحن خالد سلام والموزع ميد الشريف، فضلا عن دعم زوجته التي شاركته في الفيديو كليب الخاص بها وحب الجمهور المتواصل.

وحول إمكانية اشتغاله في مجال التمثيل رفقة زوجته مستقبلا بعد أدائهما المقنع في كليب الأغنية،قال غنام “صحيح أننا تلقينا عروضا تمثيلية لكننا لسنا منشغلين بالأمر حاليا، من الراجح متابعتنا في عمل مشترك أو منفصل لاحقا، علما أن اقتحام المجال بشكل احترافي يفرض ضرورة الأداء بأسلوب مقنع ومدروس، فالتمثيليتطلب تعلم قواعد ومهارات يكتسبها الفرد ليتمكن من تقديم دورجيد يجلب اهتمام الجمهور”.

لا يمانع الفنان الشاب في مشاركة زوجته اليوتيوبر والمنشطة التلفزيونية رباب أزماني كموديل في كليب غنائي لفنان مغربي أو عربي إذا تلقت عرضا بذلك، شريطة أن يكون العمل هادفا لا يتضمن مواقف مخلة أو أدوار تخلق الإثارة والجدل.

ويضيف قائلا: “رباب أصبحت وجها معروفا لها متتبعين، هي إنسانة جادة ومثابرة تعمل بخطى ثابتة من أجل فرض وجودها، تبحث دائما عن التميز وتسعى لتقديم الأفضل، في مجالي التمثيل والغناء، يفكر الفنان بالدرجة الأولى في جمهوره الذي يحترمه، وهذا ما نحرص عليه معا من أجل إعطاء صورة جيدة للجمهور”.

يعبر غنام عن اعتزازه بالدويتو الغنائي”ببساطة” الذي جمعه بالفنانة المصرية مي كساب، رغم تأجيل فكرة تقديم عمل مشترك بينهما، بسبب ظروف حملها الأول والثاني.

عن تفاصيل إصداره، يقول غنام: “هي فكرة تولدت منذ أكثر من 4 سنوات، حينما اتصلت بي الفنانة المصرية لتثني على موهبتي ومشاركتي في”ذو فويس”، جمعتنا صداقة واقترحت على الغناء سويا، وهو ما حصل بالفعل حينما سافرت السنة الماضية لمصر وقمنا بتسجيل الأغنية، وتصويرها لاحقا بمدينة الرباط، حيث ارتأينا من خلالها إظهار جمالية المغرب”.

يعتبر الفنان المغربي أن تكوين صداقات في المجال يستدعي فرض الاحترام والمعاملة الطيبة والمودة، وهو ما أهله ليكون صديق كل الفنانين، في غياب وجود أي مشاكل تجمعه بهم.

يؤمن بضرورة توجيه انتقادات بناءة للفنانين تمكنهم من تجاوز بعض الأخطاء والهفوات واتخاذ قرارات إيجابية للظهور في أحسن إطلالة، لكنه في المقابل لا يكترث للتعليقات المسيئة للبعض في وسائل التواصل الاجتماعي التي تعبر في الغالب عن خبث وسوء نية مبيتة.