نشطاء مغاربة يطالبون بإلغاء الساعة الإضافية

الرامي: تشكل مصدر إرهاق للتلاميذ وأولياء الأمور

نادية عماري

تزامنا مع حلول فصل الشتاء، تجددت أصوات عدد من النشطاء المغاربة في مواقع التواصل الاجتماعي ممن يطالبون بضرورة إلغاء الحكومة للساعة الإضافية المعتمدة، بسبب المعاناة التي تخلفها للتلاميذ وأولياء أمورهم، حيث يتحتم عليهم التوجه للمؤسسات التعليمية في الظلام الدامس.

وأفاد عبد العالي الرامي، رئيس جمعية منتدى الطفولة بالرباط، أن الساعة الإضافية تعتبر مفاجأة للجميع، خاصة أن جل المغاربة عبروا عن رفضهم لإقرارها، وطالبوا في أكثر من مناسبة بضرورة التراجع عنها، لكونها تسبب أضرار صحية ونفسية للمواطنين، وفق ما أفاد به أطباء مختصون وخبراء.

وقال الرامي لـ”صحراء ميديا المغرب”: “صراحة لا نعلم ما هي الدواعي الحقيقية لتشبث الحكومة بالساعة الإضافية، فهي في كل مرة تخرج علينا برواية مختلفة، بذريعة أن الأمر يشمل الاقتصاد في الطاقة، والحال أن الأهداف الحقيقية تظل مجهولة لحدود الساعة رغم الاستنكار المتواصل للمواطنين”.

وحول آثارها على الأطفال والتلاميذ الذين يتوجهون باكرا لمدارسهم، أوضح الرامي أن الاستثمار في العنصر البشري والطفل بالتحديد يفرض توفير الراحة النفسية والجسدية بالنسبة لأطفال المدن والعالم القروي، الذين يجدون أنفسهم مضطرين لقطع كيلومترات من أجل الوصول لمؤسسات تعليمية بعيدة عن محل سكنهم.

واعتبر الرامي أن الساعة الإضافية تشكل مصدر إرهاق مزدوج بالنسبة للآباء وأولياء الأمور، حيث يصبح لزاما عليهم مرافقة أبنائهم في الظلام خوفا على سلامتهم وأمنهم، والتوجه لاحقا لمقرات عملهم، فضلا عن العبء النفسي الذي يشعر به آخرون بسبب انشغالهم على أولادهم.

وبشأن إمكانية توجيه عريضة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني على غرار العريضة الخاصة بإنشاء صندوق لمكافحة السرطان، أوضح الفاعل الجمعوي بوجود تفكير جاد يصب في هذا الإطار، في ظل تجاهل الحكومة التي لم تقم بأي رد فعل تجاه المواطنين وهي التي تصف نفسها بحكومة “الإنصات”.

وزاد الرامي قائلا: “المغاربة سينخرطون بكل قوة في هذه المبادرة الهادفة لإلغاء الساعة الإضافية التي تعتبر مدمرة للمجتمع، في ظل العودة للتوقيت الاعتيادي في شهر رمضان، والرجوع لها بعد انقضائه، مما يطرح التساؤل حول سبب إلغائها مؤقتا في رمضان، وما ينجم عنه من اضطراب حقيقي جراء هذا التغيير”.

وقال الرامي: “بسبب عدم تجاوب الحكومة، نلتمس في رسالة مستعجلة لجلالة الملك التدخل من أجل الاستجابة لانتظارات المواطنين وإنهاء معاناتهم”.

الجدير بالذكر أن الحكومة المغربية أقرت تطبيق العمل بالتوقيت الصيفي (غرينيتش + 1) طيلة شهور السنة، باستثناء شهر رمضان، حيث يتم الرجوع إلى التوقيت العادي.

واعتبرت أن تغيير الساعة أربع مرات في السنة يؤثر على الساعة البيولوجية للمغاربة، ما يتسبب لهم في اضطرابات هرمونية، وفق دراسة لوزارة إصلاح الإدارة والوظيفة العمومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى