ابن كيران: قانون التعليم “عار” سيبقى على جبين “العدالة والتنمية”
دعا لإحداث ثورة في سلوكيات الحياة اليومية
نادية عماري
عد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، أن تمرير مشروع القانون الإطار لمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي باسم حزب العدالة والتنمية “عار” سيبقى على جبين مناضليه جميعا، بسبب عمله على إقصاء اللغة العربية، مما يعد خطأ جسيما وجب عدم القبول به.
وقال ابن كيران في كلمة ألقاها أمام منتخبي حزبه بمقاطعة بني مكادة بمدينة طنجة: “إذا كانت الدولة تريد ذلك بالنسبة للغة، يمكنها تمرير القانون باسم الأغلبية التي تضم أحزاب : الأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي والحركة الشعبية، عوض إقراره باسم (العدالة والتنمية)”.
وأوضح الأمين العام السابق للحزب أن المرحلة الحالية تفرضالصمود على المبادئ والشجاعة والصراحة والحرية في صفوفه، والحفاظ على الوحدة وحرية التعبير دون خوف على المصالح.
وندد ابن كيران بالتحالف الجهوي الحاصل بين حزبه والأصالة والمعاصرة الذي حافظ على رئاسة جهة الشمال، مؤكدا حدوث أمور لا تروقه نهائيا يقوم بها الحزب في هذا السياق.
وأوضح ابن كيران أن تحقيق الحزب لمراتب متقدمة في الاستحقاقات الانتخابية السابقة مرده ثقة المواطنين وليس تدين أعضائه ومناضليه.
وزاد قائلا: “نحن نبحث على الأشياء التي يمكنها تحقيق الخير في بلادنا، لهذا علينا أن نكون واعين بمسارنا منذ البداية، وجدنا أن بلادنا إسلامية فيها الملك هو أمير المؤمنين، هو بالنسبة لنا عطاء من الله، فكم من فتنة نائمة بسبب هذه القضية، وكم من خير تيسر لنا بسببها، لذا وجب علينا المحافظة على ملكيتنا لأنها أساس بناء الدولة منذ 14 قرن ومعارضة أي شخص يطعن في ذلك لأنه يخرب البلاد ببساطة”.
وقال ابن كيران مخاطبا منتخبي حزبه: “إذا كنتم تحسون بالسعادة فلأنكم متدينون، وجودنا في الساحة السياسية ليس من أجل الانتخابات ومنازعة الدولة في السلطة والحكم بل القيام بواجبنا والمساهمة في إصلاح مجتمعنا.في السابق كنا رافضين للدولة لكن الله ألهمنا بالرجوع عن تلك الطريق، مما جعلنا نندمج في المنظومة القانونية للمجتمع، أسسنا جمعية بداية ثم حزبا وصوتنا بنعم على الدستور، كان من المفروض أن نسقط في 2016 لكننا أحرزنا تقدما وهو دليل على أن الله لا يخلف الميعاد”.
وأوضح ابن كيران أن البلوكاج السابق في تشكيل الحكومة يمثل أزمة شملت البلاد والحزب والأحزاب السياسية جميعها، تمت معالجة بالحلول المتوفرة حينها.
وانتقد ابن كيران عدم الالتزام والاستقامة التي يعاني منها العديد من المواطنين في المغرب، والتي تبدو بحاجة ملحة لإحداث ثورة في سلوكيات الحياة اليومية من أجل النجاح وتحقيق التقدم والمنشود.
واعتبر أن التزام المعلمين مثلا وقيامهم بعملهم على أكمل وجه كفيل بحل 50 بالمائة من المشاكل التي يعاني منها القطاع، خاصة أن الدولة لا يمكنها القيام بكل شيء لتحقيق الازدهار وحل المشاكل العالقة في جميع الميادين.
وأشار رئيس الحكومة السابق إلى وجود تقصير في تطبيق العقيدة في سلوك المواطنين مما يمثل إخلالا كبيرا في مجالات كثيرة، يفرض إعادة النظر بشكل جدي وملتزم.
وقال ابن كيران: “مجتمعنا معقد وقوانينا معقدة ربما هناك القليل من الظلم، فالاستقامة مثلا لا تقتصر فقط على العمل السياسي بل تشمل كل شيء، من يدعون اليوم أنهم ملتزمون بالمرجعية الإسلامية لو كانوا حقا على صواب لكان حال البلاد أحسن، نحن في كثير من الأحيان نعاتب الدولة وهو أمر طبيعي في العالم، لكن لا أحد فينا فكر في كيفية مؤاخذة نفسه وعموم الناس المحيطين به، أين هو سلوك المسلم في كل ما يحصل؟ صدقوني لو عملنا به حقا لتم حل جزء كبير من مشاكلنا كمغاربة”.