المغرب يهدد تركيا بإلغاء اتفاق التبادل الحر

قال مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي المغربي، إن اتفاقية التبادل الحر التي تجمع بلاده مع تركيا تكبد المغرب خسارة تقدر قيمتها ب”2 مليار دولار”، مؤكدا أن هذا الوضع خلق مشاكل عويصة بين البلدين.

وكشف العلمي في جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس النواب، مساء اليوم، بأنه هدد الجانب التركي بإلغاء اتفاقية التبادل الحر في حال عدم التوصل إلى حل بخصوص المشاكل التي تطرحها الاتفاقية.

وقال الوزير المغربي: “سنصل إلى حلول مع تركيا واتفقنا، قلت لهم إما أننا سنتصول إلى حلول وإما سنلغي هذه الاتفاقية”، وذلك في تهديد واضح من الرباط لأنقرة بشأن الاتفاقية التي تميل كفتها لصالحها.

وأكد العلمي أن وزيرة التجارة التركية ستحل بالرباط بعد غد الأربعاء، من أجل إتمام التفاوض حول مراجعة الاتفاق، وأضاف “النسيج الذي يأتي من تركيا قتل مناصب الشغل في القطاع بالمغرب، وبدأنا النقاش مع تركيا وأوقفنا الشركات التي تقوم بذلك تماما”.

وزاد العلمي مبينا أن بلاده اتخذت 15 قرارا يهم محاربة الشركات الأجنبية التي تعمل على إغراق السوق الوطنية بالسلع، وأوقفناها بشكل تام، وقال: “ليس لدينا أي مشكل مع أي بلد، عندنا إشكال مع الإضرار بالاقتصاد المغربي ومناصب الشغل المغربية، فنحن نعمل على تكوين شبابنا من أجل إيجاد فرص عمل، ولن نقبل من أي بلاد كيف ما كانت أن تهدم هذه المناصب أبدا”.

وأفاد العلمي بأن المغرب تربطه اتفاقيات للتبادل الحر مع 56 بلدا، مبرزا أنه “من المستحيل أن نحاربهم، لأنهم منحونا نتائج إيجابية في بعض الميادين، فمثلا مع الولايات المتحدة الأمريكية 16 بالمائة زاد معدل التصدير للمغرب، مع البلدان العربية ازدادت ب13 بالمائة، ومع الإمارات 12 بالمائة ومع تركيا 23 بالمائة”.

واستدرك المسؤول الحكومي قائلا: اليوم عندنا مشكل في العجز التجاري ولهذا نعيد النظر في بعض الاتفاقيات وليس كلها”، مبرزا أنه “لا يمكن أن نقول بأن هذه الاتفاقيات كلها ليست إيجابية، وإنما أعطت نتائج إيجابية في بعض الميادين ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار”.

وحرص الوزير المغربي على التأكيد أمام النواب بأن الحكومة عازمة على إعادة النظر في اتفاقيات تربط البلاد بدول أخرى غير تركيا، وقال بهذا الخصوص “عندنا علاقات أخرى سنراجعها، ولن ندع أي اتفاقية فيها مشكل”.

ووجهت جل الفرق البرلمانية بمجلس النواب انتقادات حادة للحكومة بسبب تساهلها في حماية السوق الوطنية والمقاولات المغربية في مجال صناعات النسيج، أمام ما وصوفوه ب”تغول المنتوجات التركية المدعومة مو طرف حكومة بلادها”.

واعتبر أحد نواب حزب الأصالة والمعاصرة المعارض أن المقاولات التركية تشكل “خطرا كبيرا على النسيج المقاولاتي المغربي خاصة التجار الصغار والصناع التقليديين والحرفيين”، مسجلا أن “الغزو الاقتصادي للمنتوجات التركية يخلف تأثيرات سلبية على جل المناحي الاقتصادية وأضرار خاصة على قطاع النسيج والصناعة التقليدية”.