ربورتاج عن “بنات الداخلة” في صحيفة مغربية يغضب نقابة الصحافيين
نادية عماري
عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن تنديدها بما عدته “مساسا بكرامة المواطنات في الأقاليم الجنوبية للمملكة”، ومن خلالهن المرأة المغربية التي هي اليوم في أمس الحاجة إلى خدمة إعلامية إيجابية تتجاوز التسويق للصور النمطية للمرأة، وذلك تفاعلا مع مقال نشرته جريدة الصباح على شكل ربورتاج، بعنوان”الداخلة..القصاير (سهرات ماجنة) وراء الستار”.
وقالت النقابة في بيان لها، تلقى”صحراء ميديا المغرب” نسخة منه، إنها ترفض هذه المعالجات المغلوطة والغير مهنية التي تنطلق من الجزء إلى التعميم وهو ما ارتكز عليه الروبورتاج المنشور في”الصباح”، الذي تم تناوله بأسلوب غير مهني طغى عليه التعميم والتمييز وعبارات غير لائقة ذات بعد شوفيني وعنصري.
وأشارت النقابة إلى متابعتها بقلق لتداعيات المقال الذي تلقت شكاوى متعددة بشأنه، من طرف فعاليات من المجتمع المدني داخل هذه المدينة، فضلا عن فروع النقابة في مختلف الأقاليم الجنوبية.
وسجل المصدر ذاته رفضه الكامل للإساءة التي تعرضت لها نساء مدينة الداخلة وسكانها عموما، جراء ما شملته المادة التي أنجزتها صحفية في الصحيفة، من معطيات لم تحترم أخلاقيات المهنة، شملت التعميم الذي طالها، من خلال فقرتين عن”بنات الداخلة”، حيث جاء في التقديم أن”كل شيء متوفر في الداخلة، من”الجوانات” (المخدرات) إلى “الطاسة والكوكايين” (الكحول والكوكايين)، وأن “بنات الداخلة لديهن إصرار على أسلوب حياة متحرر وحداثي”، إضافة إلى الاستمرار في أسلوب التعميم، في الخلاصة الأخيرة، بادعاء كاتبة الربورتاج “أن بنات الداخلة” يمارسن حياتهن بحذافيرها، ومحبات للشرب والجنس والمال، ومتحررات جنسيا، ويمارسن مع الذكر كما مع الأنثى لأن المهم هو النشوة بالنسبة إليهن”.
وأفاد البيان أن الصحافية لا يمكن أن تدعي أنهاقامت بتحقيق شامل وضبطت كل “بنات الداخلة”، وهن يمارسن الجنس “المتحرر” وشرب الكحول، وغير ذلك من الممارسات التي جاء بها الروبورتاج، والتي تعترف بنفسها أنها استقت معطياتها من “التجول في بعض الحانات والمطاعم”، وفي ليلة “قصارة” (ليلة ساهرة) حضرت فيها، وهذا “البحث” المحدود لا يتيح لها إمكانية التعميم، المرفوض في العمل المهني الرصين.
وقال البيان إن الادعاء حول استيقاظ “صحاب الداخل” (سكان المدن الداخلية) في وقت مبكر لممارسة أنشطتهم اليومية، بينما “يحب صحراوة النوم إلى ساعة متأخرة من اليوم”، هو أيضا معطى غير دقيق وغير علمي، يتضمن تعميما غير مقبول، يميز بين المواطنين المغاربة، ويتضمن ما يسمى ب”الوصم”، بالتمييز بين الناس بسبب جنسهم أو لونهم أو عرقهم، وهو ما ترفضه كل مواثيق أخلاقيات الصحافة.