العثماني: التهويل لن يمكننا من كسب معركة محاربة الفساد

اعتبر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، أن التهويل لن يمكن بلاده من كسب المعركة ضد الفساد، مؤكدا أن المملكة منخرطة “إراديا في محاربة ومكافحة الفساد، لما له من انعكاسات سلبية على المجتمع”.

وقال العثماني في جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، حول تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، إن الفساد يشكل “إحدى العقبات الرئيسية التي تعيق التنمية والاستقرار في أي بلد”.

وأضاف رئيس الحكومة “ليس بالتهويل يمكن كسب المعركة، وليس بالتعميم سنضع الأصبع على مكامن الضعف، وليس بالتشويه، سنقوي ثقة المواطنين والمقاولات، وليس بالمزايدات والتنابز سنحقق التظافر اللازم للنجاح”.

وشدد العثماني على أن “تحقيق النجاح في مكافحة الفساد ومحاصرته من شأنه الإسهام في تحقيق التنمية المنشودة وتحسين مناخ الاستثمار والأعمال، والرفع من مستوى عيش المواطنين”، لافتا إلى أن هذا الأمر يستدعي مكافحة الآفة في إطار “رؤية موحدة ينخرط فيها الجميع”.

وسجل العثماني بأن البلاد وعت بشكل مبكر ب الأخطار الحالية والمستقبلية لظاهرة الفساد وبنتائجها الوخيمة على كافة الأصعدة، وهو “ما جعلها تنخرط طواعية في محاربته ومحاصرته، جاعلة هذا الأمر في صلب انشغالات الدولة”.

وذكر رئيس الحكومة بمصادقة المغرب على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد سنة 2007، وعلى الاتفاقية العربية لمكافحة الفساد، إضافة إلى إفراد دستور 2011 موضوع الحكامة الجيدة بباب كامل، كما تم إحداث مؤسسات دستورية لهذا الغرض.

وأفاد العثماني بأن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد التي اعتمدها المغرب للفترة ما بين 2016 و2025، “أساسية لأنها تهدف إلى تعزيز ثقة المواطنين في المؤسسات بجعل الفساد في منحى تنازلي بشكل ملموس ومستمر”، مشيرا إلى أن الاستراتيجية المذكورة أحْدثت في إطارها “لجنة وطنية بتمثيلية واسعة، للسهر على تنزيلها”.

وأضاف العثماني أن الحكومة ملتزمة في برنامجها ب”تعزيز منظومة النزاهة ومواصلة محاربة الفساد، والعمل على تحسين تصنيف المغرب في المؤشر الدولي لإدراك الفساد، وضمان التنزيل الأمثل للاستراتيجية الوطنية لمحاربة الفساد، إلى جانب ترسيخ منظومة القيم لدى المغاربة انطلاقا من المرجعية الدينية والوطنية، لا سيما الحرية، والمسؤولية، والنزاهة والمواطنة وحسن تدبير المال العام والمحافظة عليه، وكذا إرساء آلية لضمان سرعة التفاعل مع شكايات المواطنين المتعلقة بالرشوة وخرق مقتضيات النزاهة”.

وأشاد رئيس الحكومة بما راكمته بلاده في مجال مكافحة الفساد وما سماها “بداية بروز مؤشرات إيجابية تدل على ذلك”، مؤكدا على ضرورة إتمام مسيرة محاربة الفساد التي قال إنها “طويلة ومضنية، وهي بمثابة ورش وطني جماعي ومفتوح، نجاحه رهين بتضافر جميع الجهود وبانخراط الجميع بشكل واع وفعال”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى