ابن كيران: يمكن أن أعود للمسؤولية وحزبنا في حاجة إلى استعادة روحه
عاد عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية السابق، ليضرب بقوة في خرجاته الإعلامية موجها الرسائل في كل الاتجاهات، حيث خص قيادة حزب العدالة والتنمية بنصيب وافر من الانتقادات، وأكد أنه عودته إلى المسؤولية ممكنة إذا كانت ضرورية.
وقال ابن كيران في كلمة ألقاها أمام أعضاء شبيبة حزبه بمراكش لدى زيارتهم له في بيته بالرباط، بثها الليلة الماضية في صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “أنا كبرت في السن وعندي 68 سنة، وإذا كان من الضروري أن أعود في يوم ما للمسؤولية يمكن، ولكن الحمد لله لست بحاجة إلى ذلك”.
وأعرب ابن كيران عن أمله في أن يرى حزب العدالة والتنمية يرجع إلى “روحه وليس إلى المواقع بما في ذلك رئاسة الحكومة، ومبادئنا ينبغي أن نحافظ عليها”.
وأضاف ابن كيران مهاجما قيادة الحزب “الخطاب التخويفي والترهيبي الذي يرعب به أبناء حزبنا وحركتنا، غير معقول هذا الكلام، صحيح نحن لا نبحث عن المشاكل ولا نريد الذهاب إلى السجون أو المشانق، ولا نريد أن يتكرر عندنا ما يقع في دول أخرى ولكن ليس بأي ثمن”.
وزاد رئيس الحكومة السابق موضحا أنه “إذا اقتضى الأمر أن نضحي كما ضحى دعاة الإصلاح عبر التاريخ من الأنبياء والمصلحين، ماذا سيقع إذا أدينا نحن في المغرب نصيبا من هذا ماذا سيقع إذا اقتضى الأمر ذلك”.
ومضى ابن كيران مهاجما قيادة حزب العدالة والتنمية: “نحن لا نريد ذلك ولا نتمناه فعلا، ولكن لن نصبح مجموعة من الجبناء مجتمعين مع بعضنا، وجعلنا مؤذنا يخوفنا بما يقع في الشرق والغرب، لا هذا عيب وعار. وبهذه الحالة حزبكم لا يساوي شيئا ،وأقول لكم أنا لست منه وانتهينا”.
وحذر ابن كيران من أن يصبح الحزب “مجموعة من الجبناء والحريصين على المقاعد والمصالح، وهذا يريد أن يصبح وزيرا”، مؤكدا أن حزبه في رئاسة الحكومة و”إذا قال لنا الملك أمرا لا يمكن تحمله نقولها له”.
وأكد ابن كيران في رسالة غير مباشرة للعثماني “ما معنى أن تكون جالسا على كرسي ولا أثر لك. جالس مثل (البطانة)، عليك أن تكون مساهما في الإصلاح ولك أثر إيجابي وهذا تحقق ولكن ليس بشكل كبير، وحتى المرحلة التي كنت فيه لا أستطيع أن أدعي بأنني أصلحت المغرب”.
وأضاف ابن كيران موضحا “الملك والملكية فوق رأسنا ومن خدمة الملكية أن تكون في الأصل تسمع لها وتطيع وهذا أمر من الله، ولكن هذه الطاعة مقيدة بالمعروف، وإذا رأيت أمرا غير مناسب تنصح، وإذا كانت في المبادئ والأسس تقول لا ولو أدى ذلك إلى أي شيء”.
وزاد قائلا “لسنا مضطرين إلى أن يعجبنا كل ما يقوم به الملك، ولكن إذا كنا سنتحدث مع الملك وننتقد ينبغي أن نفعل ذلك بالأدب والصواب اللازم”، مشددا على أن المغاربة ورثوا من التاريخ “الإسلام والملكية وينبغي أن نحافظ عليهما”.
في غضون ذلك، اعتبر ابن كيران مواجهة حزب العدالة والتنمية لغريمه الأصالة والمعاصرة من الأمور التي سيحفظها التاريخ، وقال “أعتقد أن مواجهة ذلك التيار توازي كل ما حققناه في رئاسة الحكومة من خير للمغرب”.
وأضاف ابن كيران مهاجما “افتضح ذلك التيار وذهب ذلك المخلوق العجيب أدراج الرياح”، مقرا بأنه كان يخيفه، وقال: “كنت أخشى منه على المغرب وليس على “العدالة والتنمية “فقط، وهو من أنواع الخطيئة”.