فيديو حول محاربة التحرش الجنسي يثير الجدل بالمغرب
نادية عماري
أثار شريط فيديو قصير أطلقته الفنانة التشكيلية المغربية خديجة طنانة أخيرا، حول محاربة العنف والتحرش الجنسي ضد النساء، جدلا كبيرا، بسبب طريقة تنفيذه وتصويره.
ويظهر الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة من النساء من مدينة تطوان (شمال) وهن معصوبات الأعين، يقمن بترديد عبارات رافضة للعنف والتحرش، منها: “حرة في عقلي وجسمي” و”من تكون أنت لتحكمني” و”مغتصب أناني جبار” و”المغتصب هو أنت”.
ولقيت فكرة الفيديو الذي يندرج ضمن إطار التحسيس والتوعية بخطورة الظاهرة، استحسان وإعجاب نشطاء، ممن أشادوا بالمبادرة وأهمية الرسالة التي يتناولها، رغم بساطة تصويره.
فيما انتقد آخرون طريقة أداء النساء المشاركات في الشريط التحسيسي، التي انعكست سلبا على الأهداف المتوخاة منه، حيث حولته لشريط كوميدي، أشبه ما يكون للأناشيد التي يرددها الأطفال أثناء فترات لعبهم.
واعتبروا أن هدف العمل هو التهجم بشكل عشوائي على الرجل وتشويه صورته بطريقة “سخيفة” وليس المطالبة بحقوق النساء والدعوة لإنصافهن اجتماعيا، في تقليد حرفي لعمل سابق، أبدعته نساء بلغات مختلفة من دول تشمل الشيلي وإيطاليا وإسبانيا، مما ساهم في ضياع فحوى الرسالة، بسبب ضعف الشكل والطريقة البدائية التي قدمت بها.
وهاجم البعض أسلوب الانتقاد الموجه للقائمين على العمل، ممن ركزوا على سن ومظهر مشاركات فيه، كنوع من”التفاهة المجانية” الذي لا يرق للنقد البناء.
وقال أحد النشطاء: “عوض التهكم والسخرية من فنانة قديرة ومتمكنة في مجالها، كان من الأجدر بالمنتقدين توجيه أصابع الاتهام لفنانين منشغلين في تقديم التفاهة من دون تناول مواضيع هادفة تخدم المجتمع والصالح العام، لأنهم الوحيدين المخول لهم تقديم هذه الأغنية بشكل احترافي، خاصة أن المرأة المغربية والعربية عموما تعاني من تبعات السلطة الذكورية ومن قوانين تعد مجحفة بحقها، وهو ما يستدعي تقديم الدعم لها ومساندتها بدل الاستهزاء والانتقاد الجارح”.