بنشماش: تصريحات وهبي حول إمارة المؤمنين “طائشة” و”غير مسؤولة”

عد كلامه "مسيئا" ومناقضا لتوجهات الحزب

نادية عماري

هاجم حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، زميله في الحزب النائب عبد اللطيف وهبي، جراء تصريح له، عد من خلاله إمارة المؤمنين نوعا من الإسلام السياسي، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده أخيرا، بالرباط، لإعلان ترشحه لقيادة الحزب.

وقال بنشماش، في بيان نشره عبر موقع حزبه، إن الأمر يهم تصريحات”طائشة” و”مشينة” و”غير مسؤولة”، تسيء لموقع “الأصالة والمعاصرة” في المشهد السياسي الوطني، وتشوش على مواقفه الثابتة.

وعبر بنشماش عن امتعاضه واستنكاره لمضمون هذه التصريحات، التي جاءت قبل أيام قليلة من انعقاد المؤتمر الوطني الرابع للحزب، لما تحمله من خلط دستوري، وعدم لياقة سياسية، ومغالطة منطقية، وشناعة أخلاقية.

وقال بنشماش إن ما صدر عن وهبي من تصريح مفاده أن ”إمارة المؤمنين إسلام سياسي”، يشكل، بالنظر لمضمونه، صورة من صور المجادلة في إحدى المرتكزات الأساسية للنظام الملكي، لا يتصور صدوره ممن له إلمام بالحد الأدنى من مقومات النظام الدستوري للمملكة، فأحرى أن يصدر عن رجل قانون زاول مهام تمثيلية ومسؤوليات برلمانية، وتقلد مهام قيادية باسم حزب الأصالة والمعاصرة، وفي أجهزته ومؤسساته.

وزاد بنشماش مبينا: “إن القول بأن إمارة المؤمنين هي”إسلام سياسي” يضرب في العمق كل الصلاحيات والوظائف الدينية المتعلقة بإمارة المؤمنين ومؤسساتها، ناهيك من المدلولات الخطيرة لهذا التصريح لما يترتب عنه من استنتاجات تحول بموجبها إمارة المؤمنين إلى ”خصم سياسي”.

وأضاف بنشماش إن هذا القول القبيح، لا يخدم إلا مرامي من يتخذهم وهبي، أولياء له من قوى الإسلام السياسي.

ودحض الأمين العام للحزب ما وصفه بالادعاء “المشين”، بالرجوع للفقرتين الأولى والأخيرة من الفصل 41 من الدستور، واللتان تشيران إلى أن الملك أمير المؤمنين، يمارس صلاحيات دينية تتمثل في حماية الملة والدين، وفي صدارة هذه المهمة السامية حماية نموذج الإسلام المغربي، فضلا عن ممارسة صلاحيات ذات طبيعة ضمانية، تتمثل في ضمان حرية ممارسة الشؤون الدينية، مما يندرج في صلب ضمان الدولة “لكل واحدحرية ممارسة شؤونه الدينية” بمقتضى أحكام الفصل 3 من الدستور، التي تشكل جزءا من الالتزام الدستوري بحماية منظومة حقوق الإنسان، وحظر ومكافحة كل أشكال التمييز.

وقال بنشماش إن الصلاحيات الدينية المخولة لأمير المؤمنين، هي موضوع اختصاصه الحصري، يستأثر بها، بنص الدستور، دونا عن غيره من الفاعلين الحزبيين والدينيين والمدنيين، مهما كانت مواقعهم أو صفاتهم.

وذكر بنشماش بإجماع الشعب والأمة المغربية على حماية نموذج الإسلام المغربي من الاستلاب، ضمانا للحريات الدينية لكافة المؤمنين على اختلاف أديانهم، ومعتقداتهم، ووقاية من أي استغلال سياسي للمشترك الديني، المتمثل في الدين الإسلامي، بمقتضى أحكام الفقرة الثالثة من الفصل الأول من الدستور.

وحذر بنشماش مما أسماه “تبخيسا” لمؤسسة إمارة المؤمنين ولصلاحياتها الدستورية، في جهل مطبق بمقومات النظام الدستوري في البلاد، وهو ما شملته التصريحات من مغالطات صارخة، وانزلاقات فادحة، وشناعة أخلاقية فاضحة.

وقال بنشماش: “ما صرح به لا يلزم الحزب في شيء، لكونه يتناقض مع توجهاته ومرجعياته ومواقفه، ويكفي أن نذكره بالمذكرة المرفوعة للجنة الملكية التي أشرفت على دستور 2011، والتي أقرت بشكل واضح بمركزية إمارة المؤمنين في الوثيقة الدستورية باعتبارها مكونا تاريخيا وحضاريا وثقافيا لبلادنا، وصمام الأمن الروحي المتين لشعبنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى