المعهد العالمي للتجديد العربي يرسم خارطة طريق النهضة العربية

في المؤتمر الأول لهيئته العامة الملتئم بإسبانيا

انطلق المؤتمر الأول للهيئة العامة للمعهد العالمي للتجديد العربي، اليوم السبت، بمدينة ملقا الإسبانية، برسم الخطوط العريضة لمشروع التجديد العربي.

وأوضح خضير المرشدي رئيس المعهد، في كلمته الافتتاحية، أن المعهد يهدف إلى تحقيق التجديد والنهضة على مستوى الدولة الوطنية والانطلاق منها إلى صيانة الهوية العربية، مبرزا أن ذلك لن يتأتى إلا بدراسة التاريخ منهجيا وعلميا فضلا عن التجارب العالمية الناجحة والتفاعل مع ثقافات الشعوب ومدارسها الفكرية وفهم مضامينها واستيعابها.

وأضاف المرشدي “رغم ما حققته الثورات والتجارب العربية التي حاولت إحداث تغيير جذري في المجتمع العربي وسعت لبناء الإنسان على أسس عصرية من إنجازات سياسية واقتصادية واجتماعية إلا أنها لم تفلح في تحقيق نهضة حضارية عربية، بسبب أزمات داخلية وتحديات خارجية كبيرة لم يكن أولها احتلال فلسطين وصولا إلى ما يسمى بصفقة القرن”.

ومضى المتحدث ذاته موضحا أن “الأزمات الداخلية والتحديات الخارجية الخطرة حولت حلم قيام الدولة العربية الحرة الموحدة، إلى حالة من الخوف الدائم من انهيار الدولة القطرية ذاتها وتجزئتها إلى كيانات هزيلة، نتيجة هيمنة تيارات وعصابات وأحزاب ذات أفكار وسياسات طائفية وعنصرية متطرفة ومتخلفة وشاذة شكلت خطرا على وحدة المجتمعات العربية وأمنها واستقرارها”، مؤكدا أن من نتائج ذلك “تنفيذ مخطط مدروس من التجهيل والتفقير والفساد والتجويع المادي والمعنوي والفكري والأخلاقي والتربوي والعلمي والمعرفي في معظم البلاد العربية”.

ويرى المرشدي أن طموحات المعهد، هي “أن يكون للعرب دولة تقوم على التعددية الوطنية وفق صيغة تحافظ فيها على مصالحها وتضمن مستقبلها في عالم يسير بسرعة متناهية باتجاه بناء نظامه الدولي الجديد القائم على أساس التنوع والتعدد والحرية والتطور العلمي والتكنولوجي والمصالح الاقتصادية والإرادات المشتركة والدخول في عالم البرمجة”.

ودعا المرشدي إلى “البحث في كيفية تخليص العقل العربي من التبعية الفكرية ليكون مستقلا في اختيار سلطاته بنفسه، يستوعبها ويمارسها ويوظفها بوعي للسيطرة على قضاياه العامة والخاصة”.

كما اعتبر أن “المطلوب هو بناء الإنسان العربي الجديد وتغيير مفهوم المجتمع من نزعة القبلية والعشائرية إلى مفهوم تحكمه التنظيمات المدنية والسياسية والاجتماعية، وتحويل الاقتصاد من اقتصاد الريع والغنيمة والنهب والبلطجة إلى اقتصاد الضريبة وتنوع الإنتاج واقتصاد المعرفة، والنظر إلى معنى العقيدة الدينية من زاوية أن تتحول إلى اختيار ورأي وانتماء فردي يحكم العلاقة بين الفرد وخالقه”.

من جانبها، أوضحت نائبة رئيس المعهد لشؤون الوحدات الفكرية والتخطيط الاستراتيجي، سميرة بن رجب، أن المعهد يؤمن أن توقف الانحدار العربي ينطلق من مواجهته بواقعية وموضوعية وفكر عصري يتناسب في قوته وفاعليته مع قوة فعل الانحدار والمصير المرسوم له.

ولخصت بن رجب في كلمتها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، متطلبات مشروع المعهد في التخطيط العلمي والموضوعي للاسترشاد به كخارطة طريق، ودعت إلى تبني النقد العلمي الجاد في تقييم محاولات الإصلاح والتجديد العربي عبر التاريخ، واستخلاص الدروس والعبر المفيدة منها وتوظيفها في مشروع المعهد للتجديد العربي.

وشددت بن رجب على أن “غياب الثقافة بمعناها الشامل قاد إلى شيوع الثقافة المجردة وثقافة اللغو والتنظير والخطابات الفارغة والكلمات المنمقة”، داعية إلى تجديد القيادات في المجالات كافة وخاصة السياسية منها وما تحتاجه من بحث معمق ودراسات وبرامج لإعداد قيادات شابة تعي مكانة الامة في دورة التاريخ.

يشار إلى أن المعهد العالمي للتجديد العربي مؤسسة فكرية وعلمية وثقافية مستقلة غير حكومية وغير حزبية وغير سياسية، يعتمد، في نشاطه، على المبادرة الفردية والجماعية، وعلى تطوير التفكير العلمي الحرفي وإبتكار وتجديد الثقافة العربية المعاصرة، ولأجل تحقيق ذلك فإن المعهد يسعى إلى استقطاب المفكرين والعلماء والمثقفين والباحثين والمختصين من الدول العربية.

ويعتمد المعهد في تمويل مشروعه على دعم رجال الفكر وأصحاب المال ورجال الأعمال الذين يؤمنون برسالته النبيلة، وعلى الاستثمارات والتبرعات، وعلى النشاطات التي يقيمها مع الجامعات والمعاهد والجهات والمنظمات الرسمية والشعبية العربية والدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى