الحويج: المغرب قادر على حل الأزمة الليبية

نادية عماري

قال عبد الهادي الحويج، مبعوث رئيس مجلس النواب الليبي، إن المغرب قادر على أن يلعب دورا رفقة الأشقاء الآخرين في إيجاد حل للأزمة الليبية.

وأشاد الحويج، في تصريح صحفي، مساء الجمعة، بالرباط، بالجهود التي تبذلها المملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا من أجل حل الأزمة واستتباب الأمن في البلاد، من خلال احتضان “اتفاق الصخيرات” على مدى سنة كاملة.

وقال المبعوث الليبي في التصريح الذي أعقب لقاءه بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن”اتفاق الصخيرات” لم ينفذ رغم كونه جيدا، إلى جانب بند المصالحة الوطنية، حيث أفشلته الحكومة الغير دستورية والغير معتمدة والمنتهية الصلاحية، مما تسبب في عدم تضمينه في الإعلان الدستوري المؤقت للبلاد.

وزاد مبينا: “نحن لسنا دعاة سلطة، بل مع الدولة المدنية الديمقراطية، نريد دولة قانون يساهم فيها كل الليبيين تصون الحقوق والحريات، لا نقبل أن تحكم العاصمة بالقوة، في ظل بلد مستباح يشهد انتشار السلاح بتسجيل أكثر من 21 مليون قطعة سلاح خارج شرعية الدولة، فضلا عن وجود ميليشيات تتحكم في مفاصلها مما يؤثر على دول الجوار العربي والأفريقي والمغاربي”.

وأشار الحويج إلى التأسيس لحوار وطني في بلاده يشمل الاستئناس بتجربة المصالحة المغربية التي طوت مع سنوات الجمر والرصاص وتجارب دول أخرى من أجل بناء ليبيا جديدة لكل الليبيين.

وقال الحويج: “المغرب بلد ليس جار ولكننا نتقاسم معه الجغرافيا والتاريخ والفضاء المغاربي، أردنا أن نتقاسم التجربة ومجموعة أفكار أخرى، فالوصفة المغاربية هي الأقرب لتوصيف المشكل والبحث عن حلول أقرب للوصفات الأوروبية والدولية، نحن لسنا ضد المجتمع الدولي، لكننا نعتقد أننا نحن كمغاربة وعرب وأفارقة قادرين على إيجاد حل دائم للأزمة الليبية”.

في سياق متصل، أجرى وزير الخارجية المغربي اتصالا هاتفيا مع رئيس المجلس الأعلى في ليبيا، خالد المشري، تناولا فيه التطورات الأخيرة للملف الليبي.

وأوضح المشري في تصريح للموقع الرسمي لوزارة الخارجية تمسك الحكومة الليبية المؤقتة باتفاقي الصخيرات، معربا عن ترحيبه لاستضافة المغرب للحوار الليبي مجددا من أجل الوساطة ومواصلة الحوار لحل الأزمة القائمة في البلاد.

يذكر أن بوريطة أشار في وقت سابق إلى أهمية اتفاق الصخيرات كمرجع مرن لإخراج ليبيا من أزمتها، واستيعاب الوقائع الجديدة وتوحيد القوات العسكرية.

وقال بوريطة، الذي مثل العاهل المغربي الملك محمد السادس في الاجتماع الثامن للجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول ليبيا، الأسبوع الماضي في برازافيل، إن الوضع “يتدهور بشكل لا يصدق، وخارج عن كل سيطرة، ضدا على الجميع وعلى حساب المصلحة العليا للشعب الليبي الذي يعاني الأمرين، وكذا الفاعلين الليبيين الوطنيين”.

وندد، في السياق ذاته، بما أسماه “النزعة التدخلية اللاأخلاقية” من طرف بعض الأطراف في الشؤون الداخلية الليبية، مما يفرض تفادي تطبيق الحلول الوهمية والجاهزة لمعالجة المشكل الليبي، مندون معرفة مسبقة بالحقائق والفروق الدقيقة والتعقيدات ذات الصلة، فضلا عن كون النزاع في ليبيا ليس حقلا للتجريب، ولا حلبة للاقتتال خارج نطاق مصالح الشعب الليبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى