مؤتمر “الأصالة والمعاصرة” يغلق أبوابه في وجه الصحافة

حظوظ وهبي كبيرة.. لكن تبقى مفاجئات آخر ساعة

الجديدة: بعد “فضيحة” المواجهات التي شهدتها الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، والتي نقلت تفاصيلها بالصوت والصورة المواقع والصحف الإخبارية الرقمية، قرر الحزب مواصلة أشغال مؤتمره بعيدا عن أعين الصحافة.

وعاين “صحراء ميديا المغرب” منع الصحافيين من دخول مركز المعارض محمد السادس بضواحي مدينة الجديدة (جنوب الدار البيضاء)، بناء على تعليمات من اللجنة المنظمة، الأمر الذي يؤشر على استمرار الخلاف بين التيارين المتصارعين داخل الحزب.

وعلم الموقع من مصادر متطابقة داخل المؤتمر بأن الأشغال “متعثرة” ولم تستأنف حتى الساعة الواحدة، بعدما شهدت القاعة خلافات واسعة بين الطرفين، وسط اتهامات للتيار المؤيد لبنشماش بعرقلة السير العادي للمؤتمر.

ونظم أعضاء من المكتب السياسي المؤيدين لبنشماش حلقات نقاش مع أعضاء المؤتمر وأنصارهم، يحثونهم فيها على الامتناع عن تسهيل وتيسير مهمة رئاسة المؤتمر، وذلك عكس ما أعلنه الأمين العام المنتهية ولايته الليلية الماضية، من رغبته في تيسير المؤتمر ودعوته للمؤتمرين بالتزام الهدوء ومواصلة الأشغال.

وتؤكد المعطيات التي حصل عليها “صحراء ميديا المغرب” بأن الأمور مرشحة نحو مزيد من التصعيد في ظل التجييش الحاصل في صفوف أنصار بنشماش الذين يسعون لعرقلة المؤتمر بعدما تبين لهم أن “تيار المستقبل” الداعم لعبد اللطيف وهبي، حسم بشكل كبير سباق الأمانة العامة لصالحه.

في غضون ذلك، لم يستبعد قياديون في الحزب حدوث مفاجآت في اللحظات الأخيرة من المنافسة على كرسي الأمانة العامة، حيث اعتبروا في حديث للموقع أن دخول بنشماش السباق ووضع ترشيحه في اللحظات الأخيرة، مقابل انسحاب المترشحين الآخرين واصطفافهم وراءه ضد وهبي، يبقى أمرا مطروحا بقوة.

ويرى بعض الحاضرين في المؤتمر أن المناوشات ستتواصل بين التيارين، والمعركة حامية بينهما على مستوى التعديلات المقترحة على النظام الداخلي للحزب ومسطرة انتخاب الأمين العام، حيث يدافع “تيار المستقبل” على إقرار التصويت العلني في انتخاب الأمين العام، في الوقت الذي يتمسك أنصار بنشماش بالإبقاء على التصويت السري، الأمر الذي كاد أن يفجر المؤتمر مرة أخرى.

وأفادت المصادر ذاتها بأن المفاوضات التي جرت أمس بين التيارين، أسفرت عن التوافق بشأن تصويت المؤتمر على التقرير المالي وعدم اعتراض تيار المستقبل عليه، مقابل موافقة أتباع بنشماش على تغيير القانون وقبول التصويت العلني في انتخاب الأمين، وهو الأمر الذي تراجع عنه أتباعه، ودفع أنصار وهبي إلى التلويح بإعادة عرض التقرير المالي على المؤتمر، قبل أن يتدخل عدد من القياديين لتهدئة الأجواء وإعادة الأمور إلى نصابها.

وأمام هذه المؤشرات والهدنة “الهشة” بين طرفي الصراع داخل مؤتمر حزب الأصالة والمعاصرة، يبقى الوضع مرشحا للانفجار في أي لحظة، خصوصا مع التقلبات المتوالية التي تعرفها مواقف أنصار بنشماش خلال المحطة الفاصلة من تاريخ الحزب الذي خرج من رحم السلطة، ويبدو أنه يعيش مخاض ولادة جديدة تنبئ بتحولات كبرى تهم علاقة الحزب وارتباطاته مع الدولة وباقي الفرقاء السياسيين في المرحلة المقبلة، سيكون لشخص الأمين العام دور مركزي في صياغتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى