نزار بركة: لدينا حكومة مشتتة

قال إن هناك رغبة في تشويه صورة حزب الاستقلال

نادية عماري

قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المعارض، إن حكومة بلاده مشتتة تعطي وعودا ولا تلتزم بها على أرض الواقع، مما يجعل المواطن متوجسا وغير واثق في الفعل السياسي، وهو ما يبعده عن التصويت في الانتخابات.

واعتبر بركة أثناء استضافته في برنامج “شباب Vox”، الذي بثته قناة ميدي 1 تيفي، مساء السبت، أن كل الملفات المطروحة على الحكومة بقيت عالقة، لتكتفي فقط بلعب دور الإطفائي من أجل تهدئة الأوضاع، في تعاملها مع احتجاجات الحسيمة وزاكورة وغيرها من المناطق المغربية، بوجود ضرورة ملحة للمرور للمنطق التنموي، خاصة مع فصول المصالحة مع الريف التي انطلقت أخيرا.

وأشار بركة إلى أنه لا يمكن للمغرب تحقيق تقدم إذا لم تكن هناك قطيعة مع اقتصاد الريع من خلال المأذونيات والرخص التي ينبغي أن يتم تحويلها لدفتر التحملات، في ظل أزمة ثقة خانقة تسود أوساط شباب ومقاولين وسياسيين ومؤسسات.

ودعا بركة حكومة بلاده لدعم الشباب والمقاولات الصغيرة والتوجه نحو إحداث فرص التشغيل عوض تقديم الدعم لقطاعات من دون مردودية.

وقال بركة: “الحكومة تعتمد توجها خطيرا عن طريق خوصصة المنظومة الصحية، فضلا عن عدم القيام باستثمارات تشمل تشييد المرافق الصحية وتوفير العامل البشري، حيث اكتفت بتوزيع بطاقات التغطية الصحية المجانية “راميد”.

وأوضح بركة أن حزب الاستقلال يشكل البديل المناسب بالنسبة للسياسات الحكومية، وهو ما يعزز موقعه كمعارض يتناول السياسات الغير شعبية التي تضر بالطبقة المتوسطة والاستقرار الاجتماعي في البلاد، بوجود حكومة تعمل على ضرب القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة، فضلا عن نهج سياسات توسع الفوارق المجالية والاجتماعية، منها تدابير قانون المالية لدعم الأثرياء والإعفاء الضريبي والضريبة على المداخيل العقارية.

وحول موقع الحزب سياسيا والجدل بشأن وجود تيارات وتجاذباتبين قياداته، قال بركة: “ليس هناك تيارات في حزب الاستقلال، هناك حساسيات منذ البداية، فبعد انتخابي في الأمانة العامة بدأ هذا النقاش المفتعل، هناك من يعتبر أنه يشكل منافسا قويا وهناك من لديه رغبة في تشويه صورة الحزب”.

وزاد بركة مبينا: “لكنهم يتناسون أمورا مهمة، من ضمنها أن حمدي ولد الرشيد كان من الأوائل الذين ساندوني لتحقيق التغيير داخل الحزب، نحن نشتغل في إطار مقاربة تشاركية، والقرارات المعتمدة تتخذ بالإجماع من أجل تقوية الحزب وهو ما قمنا بإرسائه من خلال فتحنا لمنطق المصالحة مع الجميع”.

وأوضح بركة أن حزب الاستقلال حاضر في الساحة السياسية الوطنية بقوة ولم يفقد بريقه كما يزعم البعض، بدليل انخراط العديد من النخب فيه، إضافة إلى تطور الشبيبة الاستقلالية وحضورها في العديد من الأنشطة الميدانية وكذا حضوره في 127 من التجمعات الكبرى، أبرزها تجمع 57 ألف مواطن في مدينة العيون سنة 2017، إلا أن الإشكالية المطروحة تظل مقترنة بمجال التعريف بهذه الأنشطة التواصلية، بوجود تعتيم إعلامي على الحزب.

وحول تأخر مشروع القانون الجنائي، أوضح بركة أن الأمر يتعلق بتعطيل ممنهج من طرف الأغلبية الحكومية التي تعاني من الصراعات الداخلية، مما ساهم في تأجيل قانون ليظل أكثر من 4 سنوات في رفوف البرلمان.

وطالب بركة الحكومة بإطلاق حوار مع منظمة “أمنستي” الدولية من أجل الحفاظ على صورة المغرب، في ظل الإحساس بالتضييق على الحريات العامة وحرية التعبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى