“كورونا” يرفع وتيرة انتشاره.. هل ينجح المغرب في السيطرة عليه؟
بعد تسجيل 13 حالة جديدة في نصف يوم
بدأت وتيرة الإصابات بفيروس كورونا المستجد في المغرب تأخذ منحى تصاعدياً، بعد تجاوز سقف المائة حالة، حيث سجلت وزارة الصحة إلى حدود الساعة الثانية بعد الزوال من اليوم الأحد، 13 إصابة جديدة كأعلى معدل منذ وصول الفيروس للبلاد.
وأعلنت الوزارة في إحصائية جديدة بأن عدد المصابين بفيروس كورونا بلغ 109 حالات، بعدما كانت 96 الليلة الماضية، الأمر الذي يبين أن البلاد بدأت تدخل مرحلة حساسة من انتشار “كوفيد-19” الذي تعمل السلطات على محاصرته بالتطبيق الصارم لحالة الطوارئ الصحية ومنع المواطنين من التجول في الفضاءات العمومية والتزام منازلهم.
وتتعاظم مخاوف المغاربة من انتشار الفيروس بسبب السلوكات الخاطئة التي يقع فيه الكثير من المواطنين بعدم التزامهم وانضباطهم لقرار حالة الطوارئ الصحية التي أعلنتها البلاد، إذ بلغت هذه السلوكيات ذروتها الليلة الماضية مع خروج عدد من المواطنين في مسيرات وتجمعات بمدن مختلفة ضد “كورونا”، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي.
ورغم الحزم الذي تبديه الدولة في تطبيق حالة الطوارئ الصحية، عبر نشر القوات العمومية وعناصر الجيش في شوارع المدن لفرض الأمر، إلا أن نشطاء تداولوا صور مختلفة تبرز حالة الاكتظاظ في أسواق الخضر والفواكة الأسبوعية بعدد من المدن وهو الأمر الذي ينذر ب”الكارثة” حسب آراء بعض النشطاء.
وطالب عدد من النشطاء الحكومة والسلطات المعنية بتشديد الرقابة وإنزال العقوبات اللازمة بحق المخالفين للقانون من أجل القطع مع استهتار البعض ومقامرته بمصير الوطن وصحة المواطنين.
ورغم نجاح المغرب حتى الآن في تدبير الأزمة ومحاصرة الفيروس وجعل نسبة الإصابات متدنية بالمقارنة مع دول أخرى، إلا أن هذا الأمر لا يمثل إنجازا كبيرا في حد ذاته، خصوصا وأن تجارب الدول التي تفاقم فيها انتشار الوباء وبلغ معدلات مخيفة، مثل إيران وإيطاليا وإسبانيا، تبين أن الفيروس ضاعف من سرعة انتشاره بعد تجاوز المائة إصابة، فهل يؤكد المغرب مرة أخرى الاستثناء ويسيطر على الفيروس قبل انتشاره، خصوصا مع الإجراءات الاستباقية الكبرى التي اتخذتها لتحقيق ذلك؟ سؤال وحدها الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة عليه.