لشكر: كنا سباقين لمواجهة “كورونا” مقارنة مع دول متقدمة
أفاد بحاجة الجزائريين للمغرب
نادية عماري
قال ادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المغربي، إن بلاده كانت سباقة لمواجهة فيروس “كورونا” المستجد، في الوقت الذي شهدت فيه دول متقدمة ترددا واضحا، وذلك بفضل انخراط كل السلط والمؤسسات الوطنية في هذا التوجه الاستباقي والاحترازي، حماية للمواطنين.
وأفاد لشكر، في حوار عن بعد، نظمته مؤسسة الفقيه التطواني، بعنوان “الأحزاب السياسية وقضايا الساعة”، بمشاركة عدد من الإعلاميين، مساء الثلاثاء، أن المغرب قدم نموذجا في إطار سياسته الوقائية من الوباء، عن طريق إغلاق الحدود كقرار جريء حصر الحالات الوافدة التي شهدت تقلصا يوميا، أذكاه ظهور بعض البؤر لاحقا، فضلا عن التفكير في الفئات الهشة والمتضررة.
واعتبر لشكر أن تنفيذ الحجر الصحي لم يكن سهلا لولا وجود الثقة في المؤسسات وتفاعلها مع باقي مكونات المجتمع، مما يفرض ضرورة المتابعة والتشخيص لإنتاج مغرب جديد لما بعد “كورونا” لا يشبه ما قبله.
وأشار السياسي المغربي إلى ضرورة التفكير في تدبير الوطن إذا تأخر إيجاد تلقيح أو دواء خاص بالمرض، خاصة على مستوى الأوراش الكبرى من سكن واستثمارات وصناعات وطنية.
واعتبر لشكر أن الاكتفاء الغذائي يزيد من مناعة وقوة البلاد عكس دول أخرى تظل رهنا لاستيراد موادها الاستهلاكية لفائدة مواطنيها.
وأشاد لشكر بعمل البلاد على الإسراع في إدماج الثورة الرقمية في التعليم والصحة، كقطاعات استراتيجية تستوجب الاهتمام والتطوير، خاصة في القطاع العام.
وحول الدعم المقدم للمواطنين، قال لشكر: “أتوقع زيادة عدد منخرطي الضمان الاجتماعي الشهر المقبل في ظل الأزمة الحالية، في تصوري هناك 4 ملايين أسرة في المغرب محتاجة للدعم إذا أضفنا لها مليون أجير في الوظيفة العمومية، يخضع حاليا للحجر الصحي وينتظر تحويل أجره من الدولة، وهو ما يفرض علينا التفكير في كيفية الصمود أمام الوباء”.
وزاد مبينا: “علينا الانخراط بعيدا عن المزايدات لأننا جميعا في محك صعب ليربح وطننا، خاصة أننا نتوفر على مقومات بحكامة جيدة وشعب ممتاز قدم نموذجا رائعا للتجاوب”.
وقال لشكر إن بلاده بحاجة لكتلة وطنية بقيادة الملك لا تستثني أحدا من معارضة وأغلبية ونقابات وأحزاب، لمواجهة “حالة حرب” تفرضها الظرفية الراهنة.
وطالب الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الجزائر بفتح الحدود وتجاوز القطيعة بين البلدين، علما أن المغرب لا ينازعها في أي منطقة وليس له أي مشكل معها.
وقال لشكر: “نعلم أن الطاقة هي العمود الفقري للجزائر، لكنها اليوم تراجعت إلى جانب البترول مع ما وصلت إليه المواد الأولية، لذلك أتوجه لجيراننا بهذا النداء، الجزائريون محتاجون للمغرب، خاصة أننا نعاين عجز دول كبرى أمام انتشار الوباء، يجب أن تكون الحكمة حاضرة لديهم من أجل الجوار ومصلحة الشعبين معا، استحضارا لسياسة الجوار الإنساني”.
وأفاد لشكر بتغيير الوباء للعديد من القضايا والمجالات منها السياسية والعلاقات الدولية، في ظل مطلب الدولة الملح في النهوض بالاستثمار في الصحة وتدوير الاقتصاد لاستمرارية الشغل ودعم القطاعات التي تضمن الإنتاج والمساهمة في الدخل القومي.