بنبعد الله: لولا “كورونا” كنا سنقدم ملتمس سحب الثقة من الحكومة
قال إن المواطنين بحاجة لحياة سياسية "هادئة"
نادية عماري
قال نبيل بنبعد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي المعارض، إنه كان يود أن تتدخل أحزاب المعارضة بتقديم ملتمس سحب الثقة أو استقالة حكومة بلاده، نظرا لفداحة قانون “وسائل التواصل الاجتماعي” المثير للجدل، الذي تبنته بشكل متخف، إلا أن الأوضاع المتأزمة الناجمة عن وباء كورونا لا تسمح بذلك.
وأوضح بنبعد الله، في ندوة تفاعلية عن بعد، مساء الأحد، حول موضوع: “دور أحزاب المعارضة في ظل أزمة كورونا”، أن الحكومة لم تكن في مستوى اللحظة من خلال تعاملها مع قانون أقرته قبل أن تتبرأ منه، بشكل يجعلها غير مسؤولة في ظل الأوضاع الحالية التي تمر منها البلاد.
وقال بنعبد الله: “القانون عبارة عن كائن غريب نزل علينا قبل أيام معدودة، وبيان الحكومة بشأن إرجاء النص جاء تحت ضغط الأحزاب والمجتمع، والحال أننا نطالب بضرورة سحبه لأنه يتنافى مع جميع التزامات المغرب على مستوى كوني في مجال الحقوق والحريات وكذا الدستور”.
وأضاف مبينا: “القانون جاء في ظروف مشبوهة ليعرض على الحكومة خفية من دون نشره من قبل وزارة كنا نتمنى ألا تكون راعية له، ثم يقبل من قبل رئاسة الحكومة، ثم تصادق عليه جميع مكوناتها لتحيله على لجنة، قبل أن يتم تسريبه من داخل أوساطها، هي حكومة أبانت عن انعدام تام للتماسك إلى جانب ما تشهده من التطاحنات والمزايدات العقيمة بين مكوناتها، لذلك أقول لهم كفى من الضحك على الذقون”.
واعتبر بنبعد الله أن الأمر يتعلق بقانون غير مقبول يمس بالاختيار الديمقراطي ويحد من حريات المواطنين مما يفرض معارضته بشدة في البرلمان وخارجه بالأساليب الديمقراطية المتاحة، علما أنه لم يعرض على المجلس الوطني لحقوق الإنسان والهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ومجلس الصحافة والمندوب الوزاري لحقوق الإنسان، باعتباره يهم الحريات والشبكات الإلكترونية.
وحول الأوضاع العامة للبلاد ما بعد كورونا، قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية: “الإمكانيات التي نتوفر عليها بما فيها صندوق الدعم الخاص بالوباء يعمل على تدبيرها، لكنه لن يكفي لتدبير الشهور المقبلة لأن آثار الأزمة سنراها أكثر في المستقبل”.
ودعا بنعبد الله لسن ميثاق اجتماعي ملتزم وإعطاء انطلاقة جديدة للاقتصاد الوطني عن طريق دعم المقاولات والحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين والاعتماد على الذات من خلال التصنيع والفلاحة والاكتفاء الذاتي بالاستثمار في الاقتصاد الأخضر ومجال الطاقات المتجددة.
وأشار السياسي المغربي لوجود حاجة ملحة لحياة سياسية هادئة تبرز فيها الطاقات الوطنية بمحض إرادتها في إطار استرجاع الثقة.
وقال بنعبد الله: “لا يمكننا الذهاب للانتخابات المقبلة بأزمة ثقة وإلا فسنذهب بطامة كبرى، علينا الحفاظ على منسوب الثقة الذي عاد نسبيا، لذا يلزمنا التقيد بمصالحة حقيقية بين المواطن والشأن السياسي وهو ما لم يستقم بممارسات حكومة “ضعيفة” وغير مسؤولة والتي يمكن أن يكون لها آثار وخيمة على الحياة الديمقراطية”.
وأفاد بنعبد الله بتماسك حزبه وقوة وحدته التي دفعته لتأدية الثمن من أجل ذلك، وكشف عن عقد لجنة مركزية (برلمان الحزب) عن بعد خلال أسبوع كحزب وحيد يقدم على هذه الخطوة، داعيا مختلف الهيئات السياسية لتبني نفس الخطوة.
وبشأن الهجوم الذي طال بلاده أخيرا عبر وسائل التواصل، قال بنبعد الله: “المغرب قوي بملكه ووحدته الوطنية لدينا مشاكلنا الداخلية التي تعودنا على معالجتها، الهجوم على بلادنا شيء سخيف وعلى من يقومون بذلك أن يتأكدوا بعدم وجود أي تأثير يذكر على المغرب ومكانته في العالم، سنواصل مسارنا بناء على سياسة خارجية متزنة مبنية على الاحترام المتبادل والالتزام بالمبادئ والانفتاح على الآخر”.