وهبي: قانون “التواصل الاجتماعي” إهانة لذكاء المغاربة وتاريخهم
طالب بسحب وزير العدل من الحكومة
نادية عماري
قال عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، إن قانون “شبكات التواصل الاجتماعي” فيه إهانة لذكاء المغاربة باعتباره مخالفا للاحترام الواجب لتاريخهم.
وأشار وهبي، الذي كان يتحدث في ندوة تفاعلية عن بعد، مساء الأحد، بعنوان: “دور أحزاب المعارضة في ظل أزمة كورونا”، إلى أن قرار تأخير القانون من طرف الحكومة أمر خاطئ، يفرض سحبه بشكل فوري، بوجود قانون جنائي ينظم وسائل التواصل مما يغني عن الحاجة لقانون جديد.
وندد وهبي بما سماه “قمع المواطنين عن طريق تبني قانون يحمي الشركات ويترك الناس في مواجهة إشهارات كاذبة تضر مصالحهم”.
وقال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة: “لذلك أطالب بسحب وزير العدل بنعبد القادر من الحكومة، عيب عليه أن يأتي بمثل هذا القانون بخلفيته السياسية، متبجحا بكونه يمتلك بشأنه مسؤولية سياسية وأخلاقية”.
وأوضح وهبي أن سبب اعتراض حزبه على القانون يأتي من منطلق رفضه لهضم حقوق المواطنين وكذا بيان الحكومة بشأن إرجائه وعدم المسؤولية التي أبانت عنها الأغلبية الحكومية بتنصلها منه باستثناء حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وقال وهبي: “أتساءل من يوجد في الحكومة ومن وضعه وصادق عليه إذن؟ هذا الأمر لا يعبر عن أخلاقية العمل السياسي فالرجل السياسي يتحمل المسؤولية، والحال أن كلهم تنصلوا وفروا من الفعل الذي قاموا به”.
وأشار وهبي إلى أن حزبه أكثر حماسا لملتمس رقابة إذا أرادت الحكومة تهديد الوحدة الوطنية، لكن الظرف الحالي يجعل الجميع مسؤولين، أولهم المعارضة التي تظهر دائما مسؤولة بخلاف الحكومة.
وحول مراقبة الأحزاب لكيفية صرف أموال الدعم بطريقة شفافة ونزيهة، أكد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة على تملك حزبه لعدة وسائل لمراقبة كيفية صرف ملايير الدعم، لكنه لا يريد أن يستغل الأزمة لخلق خلافات لحين الخروج منها.
وزاد مبينا: “المعارضة البرلمانية ليس لها الحق في المحاسبة فصندوق الدعم له وضع قانوني خاص يمكنه من المحاسبة هو المجلس الأعلى للحسابات ووزارة المالية، لكن السؤال المطروح هو إلى متى ستعتمد الحكومة على هذا الصندوق إذا كانت قد أنفقت الثلث؟ فكيف سيكون الحال بعد 3 أشهر، بوجود مواطنين محتاجين للدعم والمساندة؟”.
ونبه وهبي لتضرر اقتصاد بلاده الذي يتسم بالضعف حاليا باعتماده على المديونية وتسجيل 900 ألف عاطل عن العمل وما بين 165 و170 شركة متوقفة اضطراريا بسبب الأزمة، مما يفرض تقديم الدعم للشركات والقطاع الخاص ومحافظة الدولة على سيادتها في مجال تصنيع المواد الطبية.
وحول التصور السياسي الجديد للحزب، قال وهبي: “لا ينتظر مني أن أعلن الحرب على أي كان بل البحث عن نقط اللقاء مع المعارضة ومواجهة الأغلبية بالتصورات البديلة، في الماضي كانت العلاقة في العمل السياسي مبنية على المواجهة والاختلاف، حاليا ليست لنا أي رغبة في ضياع الوقت والجهد في مناوشات لن يستفيد منها المغاربة في شيء”.
وأشار وهبي الى ضرورة أن تكون انتخابات 2021 موضوع نقاش بين المؤسسات والقوى السياسية لكي لا تتم التضحية بالمسار الديمقراطي.
وحول الهجوم الأخير على بلاده من طرف جهات خارجية، قال الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة: “من يكتبون تلك الأشياء ليس لديهم مستوى ولا قيمة، الصراع يظل داخل مواقع التواصل الاجتماعي وهم لا يستحقون الرد عليهم، نحن دولة عربية نلعب دورا في الخليج والمغرب العربي ولا يجب علينا التورط في صراعات تؤثر على علاقاتنا بتلك الدول، نريد تطويرها وأن نهتم بجيراننا، فالجزائر قدر المغرب وظروفها تحتاج لمواد فلاحية، وبالتالي يجب على المغرب الوقوف إلى جانبها كيفما كان رد فعل القيادة لكن تبقى علاقتنا بالشعب أقوى”.