مشاركة 43 دولة في المؤتمر الاستثنائي لوزراء التربية في العالم الإسلامي

تحذير من تفاقم أزمة التعليم بسبب جائحة "كورونا"

انطلقت أشغال المؤتمر الاستثنائي الافتراضي لوزراء التربية في الدول الأعضاء في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، عن بُعد اليوم الخميس، تحت شعار “المنظومات التربوية في مواجهة الأزمات وحالات الطوارئ (كوفيد 19)”، بحضور 43 دولة و10 منظمات دولية.

وقال حمد بن محمد آل الشيخ، وزير التعليم بالمملكة العربية السعودية رئيس المؤتمر، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي تعقده “إيسيسكو” بالتعاون مع وزارة بلاده، إن المسؤوليات الملقاة على عاتق وزارات التربية والتعليم تضاعفت في ظل جائحة كورونا.

وأضاف آل الشيخ مبينا أن بلاده تمكنت من “تجاوز صدمة المفاجأة، واكتسبنا خبرات التعامل مع الأزمة”، مؤكدا أن المملكة العربية السعودية شرعت في تقديم “خدمات التعليم عن بُعد منذ سنوات”.

وزاد موضحا أن الجديد الذي قامت به في ظل الجائحة هو “تحديث هذه المنظومة حتى وصلت إلى 20 قناة بث مباشر من قنوات عين التعليمية، إضافة إلى إتاحة المحتوى التعليمي عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، والقنوات الخاصة بمختلف الجامعات السعودية”، وأفاد بأن هذه المنظومات ستستمر في “العمل حتى بعد انتهاء الأزمة لمعالجة مشاكل التسرب من التعليم”.

من جهته، أفاد يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، بأن المنظمة وأجهزتها المختلفة أطلقت العديد من المبادرات في إطار مكافحة جائحة كورونا، وأكد أنها أولت “اهتماما كبيرا بالدول الأعضاء الأكثر احتياجا”.

وقال العثيمين إن المسؤولية “تقع على عاتقنا جميعا وتستدعي عملا جماعيا في ظل عدم الوصول إلى علاج أو لقاح لفيروس كورونا”، مشددا على ضرورة الاستعداد لما بعد الجائحة وضمان عودة الطلاب إلى الانتظام في التعليم بالمدارس.

أما بندر الحجار، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، فسجل بأن الاستثمار في التعليم والتدريب يحظى ب”اهتمام البنك منذ تأسيسه قبل 45 عاما”، موضحا كيف نجح البنك في “تمويل 20 مشروعا تعليميا بقيمة إجمالية بلغت 5 مليارات دولار أميركي، وتقديم نحو 17 ألف منحة تعليمة”.

وأكد الحجار أن اهتمام البنك بالاستثمار في التعليم ينبع من ثلاث نقاط رئيسية، “أولها أن التعليم حق من حقوق الإنسان، وثانيها أن الإنسان هو محور التنمية، وثالثها تبني تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة في بندها الرابع”.

من جانبها، أشارت ستيفانيا جيانيني، المديرة العامة المساعدة لمنظمة “يونسكو”، إلى أن هناك حاجة ملحة للتكيف مع هذه الأزمة، التي كشفت عن فجوات تقنية كبيرة بين دول العالم المختلفة، موضحة أن نحو 100 مليون تلميذ حول العالم محرومون حاليا من متابعة دراستهم لعدم توافر تقنيات التواصل عبر الإنترنت، وهو ما يؤكد أهمية التعليم في المدارس.

وأضافت جيانيني أن أزمة كورونا سرعت التحول الرقمي، وأبرزت الحاجة إلى إنشاء تحالف دولي للتربية والتعليم، وهو ما دعت إليه “يونسكو” في مارس الماضي، وأشارت إلى أن هناك 3 تحديات كبرى تواجه دول العالم الآن فيما يتعلق بهذه الجائحة، وهي: أن يتمكن جميع التلاميذ من الحصول على حقهم في التعليم، وتعزيز المناعة لدى التلاميذ لدعم قدرتهم على الصمود، وأخيرا الثورة الرقمية، وثمنت مساعدة المديرة العامة لليونسكو للتربية التعاون البناء بين “يونسكو” و”إيسيسكو”.

من جهته، أكد سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو”، على ضرورة إعادة تأهيل المنظومات التربوية في دول العالم الإسلامي، لتصبح قادرة على مجابهة التحديات المستقبلية والتكيف مع الأزمات وحالات الطوارئ، وذلك من خلال تطوير البنى التحتية وتحديث برامج التكوين وتوظيف التكنولوجيا الحديثة.

وجدد المالك التأكيد على استعداد المنظمة “التام واللامشروط لوضع خبراتها رهن إشارة الدول الأعضاء، بغية إيجاد الحلول اللازمة لمعضلة الفاقد التعليمي، الذي تصل نسبته في الظروف العادية إلى 30%”، مرجحا ارتفاع هذه النسبة نتيجة “تعطيل العملية التعليمية لتبلغ مدى يهدد جودة التعليم، وهو ما يستدعي التعامل مع هذا التحدي وفق منهج علمي رصين”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى