بركة: المغاربة ينتظرون حلولا لمشاكلهم لتجاوز سياسات “التفقير”
عد كورونا محطة سياسية للاختيارات الكبرى
نادية عماري
قال نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال المغربي المعارض، إن المغاربة ينتظرون حلولا لمشاكلهم لتجاوز السياسات التي أدت لتفقير الفئات الوسطى والعمل على تقوية الثقة والنهوض بالطاقات الوطنية من خبراء ومخترعين مع إعطاء الضمانات الكفاية للسلامة الصحية بهدف التأقلم مع وباء “كورونا” الذي يمكن تجاوزه بعبقرية المغاربة.
وأفاد بركة، في ندوة عن بعد، نظمتها شبيبة حزب العدالة والتنمية، مساء الخميس، بعنوان”مساهمة الأحزاب الوطنية في مواجهة جائحة “كورونا”، بقدرة البلاد على التحكم في الوباء رغم الإمكانيات المحدودة، ليبقى عدد الوفيات ضئيلا مقارنة مع دول أخرى حول العالم، بفضل المقاربة الشمولية التي اعتمدها المغرب اجتماعيا وصحيا وأمنيا وتنظيميا واقتصاديا بانخراطه في تعبئة وطنية كبيرة.
واعتبر بركة أن من بين الأدوار التي ينبغي القيام بها في الوقت الراهن البعد التضامني من أجل المساهمة في الصندوق المخصص للدعم والعمل على تأطير المواطنين وتنظيم حملات تحسيسية، وهو ما انخرط فيه حزب الاستقلال بنشر أكثر من 790 منشورا في غضون 3 أشهر، إضافة إلى المساهمة في تسريع وتيرة المصادقة على عدد من القوانين في إطار يقظة سياسية، شملت كذلك رفضه المطلق لقانون التواصل الاجتماعي.
وقال الأمين العام لحزب الاستقلال: “طلبنا منذ البداية باعتماد معايير واضحة ودقيقة في تسليم الدعم للأسر المتضررة من الوباء، علما أن عددا كبيرا من المواطنين في العالم القروي لم يستفيدوا لحد الساعة، دعونا لتجاوز الإشكال وتدارك الأمر بفتح المجال للشكوى”.
وأوضح بركة أن الجائحة تمثل محطة سياسية بامتياز للاختيارات الكبرى، مما يفرض انخراط جميع الأحزاب لمواجهة تداعياتها الخطيرة، بتوظيف منسوب الثقة في السلطات العمومية واعتماد رؤية واضحة للمستقبل، في ظل المصداقية وربط القول بالفعل.
وطالب بركة بآلية سياسة واجتماعية لمساهمة الأحزاب والنقابات في التصورات المستقبلية كي لا تبقى حكرا على المقاولات الكبرى والمتوسطة، فضلا عن إقرار تعاقد مجتمعي جديد يمكن من الانتقال لنموذج تنموي جديد بالقطع مع السياسات التي تؤدي لتوسيع الفوارق الاجتماعية واستغلال الموارد الطبيعية وتقوية الرقمنة في البلاد للاستفادة من الفرص المتاحة غلى الصعيد الدولي.
ودعا بركة لضمان الأمن الغذائي للمواطنين وتقوية المنتوج المغربي ودور الدولة الراعية في مجال الصحة والتعليم، وتحقيق التحول الإيكولوجي والرقمي واعتماد حكامة جيدة تقلص الفرق الزمني بين القرار السياسي وتفعيله على أرض الواقع.
وذكر بركة بمراسلة الحزب لرئيس الحكومة من أجل إعادة النظر في القوانين الانتخابية ورد الاعتبار للشأن السياسي، وهو ما مكن من انطلاق مشاورات بين أحزاب سياسية، كمدخل أساسي لتقوية دورها، بهدف خدمة المواطنين وحل الإشكاليات المطروحة وإشراك مغاربة العالم في اتخاذ القرار من خلال المجالس المنتخبة والبرلمان.
وطالب الأمين العام لحزب الاستقلال بوجود حكومات متجانسة تعمل من أجل إنجاز برامج تنموية لصالح المواطنين عوض التركيز على هاجس الحقائب الوزارية لضمان التنمية الحقيقية والتفاعل مع انتظارات المواطنين.