بنبعد الله: أزيد من نصف المجتمع المغربي يعيش “الهشاشة”
عد الوضع المتأزم ل"كورونا"فرصة لإخراج بلد جديد
نادية عماري
قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي المعارض، إن أزيد من نصف المجتمع المغربي يعيش ظروف الهشاشة، مما يجعل عددا من المواطنين غير ملتزمين بالحجر الصحي لكونهم مطالبين بالبحث عن قوت يومهم.
وندد بنعبد الله، في ندوة عن بعد، نظمتها شبيبة حزب العدالة والتنمية المغربي، مساء الخميس، بعنوان: “مساهمة الأحزاب الوطنية في مواجهة جائحة كورونا”، بحرمان 150 ألف أسرة من الدعم المخصص لها حسب بيان للجنة اليقظة الاقتصادية، إضافة إلى عدم التكافؤ في خدمة التعليم عن بعد وتفاوت أداءالقطاع الخصوصي للتعليم ومساهمة القطاع البنكي التي تظل غير مكتملة بالنسبة للمقاولات والأفراد.
وقال بنعبد الله: “نعاين نقصا كبيرا على مستوى هشاشة عالم الشغل بوجود 3,4 مليون شخص فقط مسجلين في الضمان الاجتماعي ومليوني شخص لا يتوفرون على خدمة “الراميد” ويشتغلون في القطاع غير المهيكل، فضلا عن مواطنين يعيشون البطالة الجزئية في ظل الظروف الحالية.
وطالب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بنقاش عمومي حول كيفية الخروج من الحجر الصحي.
وحول مساهمة الحزب في تدبير الجائحة، قال بنعبد الله: “سعينا للحضور منذ البداية على مستوى التعبئة الشاملة والدعوة للوحدة الوطنية من خلال البيانات والاجتماعات وحملات تحسيسية والدور التضامني المحلي مع الناس”.
وانتقد بنعبد الله ضعف التماسك وغياب الانسجام بين مكونات الأغلبية الحكومية الذي ظهر بشكل واضح بعد الجائحة، من خلال اعتماد قانون 22.20 المتعلق بتقنين وسائل التواصل الاجتماعي والذي تنصلت منه رغم إقراره في مجلس حكومي.
وزاد مبينا: “إذا كانت هناك حسابات سياسية فلنتركها لفرصة أخرى لمعالجتها، يلزمنا حاليا تحسيس الناس بكيفية الخروج من الحجر الصحي والعمل وفق تعاقد سياسي جديد مبني على ميثاق اجتماعي بين الدولة والسلطات العمومية والمقاولات وعالم الشغل والأجراء والنقابات”.
وأوضح بنعبد الله أن الدولة لن تكون قوية إلا بمشاركة فئات الشعب في القرارات المتخذة في أفق الاتفاق على مخطط اجتماعي اقتصادي يفرض ترتيب الأولويات عن طريق اعتماد مقاربات مالية وجبائية وإعمال حكامات اقتصادية لمحاربة الغش والاعتماد على الاستثمار العمومي والرفع من الكفاءات المعرفية للمجتمع وتشجيع البحث العلمي.
ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية إلى إقرار الديمقراطية وتطويرها انطلاقا من دستور 2011 وتقوية الحكومة وتوسيع فضاء الحريات والحقوق، إلى جانب إطلاق نفس ديمقراطي جديد للبلاد يمكنها من مواجهة المستقبل أخذا بعين الاعتبار الأوضاع الحالية.
واستنكر بنعبد الله تغييب الأحزاب السياسية في القنوات العمومية والجهود التي تبذلها في المرحلة الحالية، مما يساهم في إذكاء الهوة بين الفاعل السياسي والشعب.
وقال بنعبد الله: “علينا التفكير في شعبنا الذي تخترقه الهشاشة بتناول المشاكل التي تواجهه في التعليم والعمل ومشاكل الحياة اليومية والالتفات للنساء اللواتي يعشن ظروفا أصعب ويتحملن مسؤولية الإنفاق على أسرهن، بإمكاننا إحداث رجة قوية وسط شعبنا انطلاقا من هذا الوضع المتأزم بإخراج مغرب جديد ينهض بالثقافة والصحة والتعليم ويقضي على الهشاشة ويشيع الحريات ويقوي النسيج الاقتصادي بتكامل بين دولة قوية وقطاع خصوصي”.